أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك تنحيه عن الحكم وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وفق ما أعلنه نائبه المكلف اللواء عمر سليمان. وذلك بعد تواصل احتجاجات ملايين المصريين على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة واشتعال المواجهات بين سلطات الأمن والمواطنين ووقوع حوادث خطيرة كادت تهدد بدخول مصر إلى هوة سحيقة. فرغم ظهور الرئيس المصري الذي يصفه الكثير من المصريين بالطاغية والديكتاتور الأسوأ علي مستوى العالم ليلة أول أمس ونقل جميع صلاحياته لنائبه اللواء عمر سليمان وتفويضه حسبما ينص الدستور. وإبداءه الاعتذار عن سقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين خلال التظاهرات السلمية بميدان التحرير الذين فتح عليهم رجال الأمن وبأوامر منه الرصاص الحي ولعبه على وتر رفض الإملاءات الخارجية التي تفرضها دوائر غربية وأمريكية، إلا أن هذا لم يشف صدور المحتجين الذين أصروا على تنحيه. وقبل الإعلان بقليل هبطت 3 مروحيات عسكرية في باحة قصر العروبة بمصر الجديد، حيث كان يقيم الرئيس المصري حسني مبارك، وتحدثت الأخبار عن مغادرة الرئيس مبارك وأسرته العاصمة المصرية القاهرة متوجها إلى مدينة شرم الشيخ. وقالت المصادر حينها أن طائرة الرئيس حسنى مبارك هبطت فى مطار الشيخ أثناء أداء صلاة الجمعة، حيث توجه الرئيس وسط حراسة أمنية مشددة لمقره الرئاسي بشرم الشيخ، المجاور لأحد الفنادق الكبرى هناك. وعقب الوصول بساعة هبطت طائرة أخرى وبداخلها مجموعة كبيرة من الحقائب تم نقلها بواسطة 3 سيارات إلى المقر الرئاسي. ووفقا لبعض المصادر لم يكن برفقة الرئيس مبارك سوى شخصية عسكرية واحدة ولم يرافقه أفراد أسرته. ورجحت المصادر أن يكون وصول العديد من الحقائب والمتعلقات الخاصة بالرئيس، يعنى أنه في حالة تهب لمغادرة البلاد عن طريق مطار شرم الشيخ. وفيما حاصر آلاف المتظاهرين القصر الجمهوري برأس التين، بمحافظة الإسكندرية الساحلية، وشوهدت مواكب المحتجين تتقدم على بعد خطوات من القصر الرئاسي. فيما تأهبت قوات الحرس الجمهوري والجيش لمواجهة الموقف المتصاعد بعدما نصحت المواطنين بالالتزام بالمسافات غير المسموح الاقتراب لأكثر منها. في هذه الأثناء توافدت حشود من المتظاهرين الغاضبة التي قدرت بأكثر من 80 ألف محتج إلى قصر العروبة بمصر الجديدة عقب انتهاء صلاة الجمعة. وشهدت المظاهرات مشادات واشتباكات بين مؤيدى الرئيس الذين خرجوا فى مظاهرات للتأييد وصلت إلى حد التشابك بالأيدي. كما وضعت القوات المسلحة أسلاكا شائكة على بعد من قصر العروبة وخصصت قوات الجيش أتوبيسات لنقل المتظاهرين الى ميدان التحرير. كما شهدت منطقتى العباسية وصلاح سالم خروج عدد كبير من المتظاهرين عقب أداء صلاة الجمعة وانضموا إلى المتظاهرين أمام قصر العروبة. وهو ما تسبب في أزمة مرورية عقب قطع الطريق.وجاء الخبر الذي أذيع على لسان نائب الرئيس المخلوع عمر سليمان الذي بدا في صورة كاريكاتورية جد مهزوزة، حيث انتهت كلمته ب ''والله المستعان'' في دلالة على فقدان أعز ما يملكون، جاء البيان ليفتح باب الأفراح في شوارع وساحات كل المدن المصرية التي انتصرت ثورتها السلمية على أحد أكبر دكتاتوري العصر في المنطقة العربية.