أكد الأستاذ صالح القبي في محاضرة القاها أول أمس بالمجلس الأعلى للغة العربية بعنوان '' الجزائر في أبعادها الروحية والحضارية '' أن علاقات الجزائر مع مسألة العروبة تمتد إلى ما قبل الاسلام وبالتحديد إلى عهد الحضارة الفينيقية، وتعززت تلك العلاقة مباشرة بعد الفتوحات الإسلامية و انتشار ه في ربوع المغرب العربي عام 670 ميلادي. ويقول القبي صارت الجزائر جزءا لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي، وموضحا أن الجزائر باحتضانها للثقافة الإسلامية مكنها من أن تشكل قوة عسكرية وسياسية عظيمة في شمال إفريقيا وفي حوض البحر الأبض المتوسط، كما أشاد الأستاذ القبي بالدور المنوط بها والذي لعبته الجزائر والمتمثل في مساهمتها في نشر الرسالة المحمدية في القارة الإفريقية، وكذا مساهمة العلماء الأجلاء والمفكرين الجزائريين ودورهم الفعال في ترسيخ تعاليم الدين الإسلامي في البلدان الإفريقية، مستشهدا بدولة نيجيريا باعتبارها أكبر دولة مسلمة بهذه القارة التي ما زالت تحتفظ ببصمات العالم الجزائري التلمساني. بعدها عرج القبي على البعد الحضاري والديني للجزائر إبان العهد العثماني، مذكرا بالدور البطولي الذي أظهره الجزائريون الأحرار الذين كافحوا وناضلوا من أجل إرساء دولة الجزائر المستقلة، داعيا في ذات الوقت إلى ضرورة الإهتمام بالنخب المفكرة والمبدعة في ظل العدالة الاجتماعية ودولة القانون، منوها في سياق مماثل بمخاطر النظام العالمي الجديد الذي يستهدف بالدرجة الأولى الحضارة الإسلامية وسيمر ذلك حتما بتمسك جيل الشباب بمبادئ الشريعة الإسلامية ولغته وبانتمائه الحضاري والروحي حتى نضمن يقول القبي بلوغ الرقي في كل مناحي الحياة.