حذر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي بدأت تقضي تدريجيا على الوسائل الأخرى خاصة الكتاب، حيث قال في هذا الشأن ''يجب جعل النشر محفزا نموذجيا لبروز الصناعات الثقافية''، مضيفا أن ''ترقية الكتاب كمنتوج ثقافي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار المكانة المتنامية التي يحتلها التلفزيون والإنترنت". وأكد الرئيس عقب العرض الخاص بملف القطاع الثقافة في إطار جلسات الاستماع السنوية التي خصصها خلال شهر رمضان لنشاطات مختلف القطاعات عقب ترؤسه اجتماعا مصغرا لتقييم قطاع الثقافة. أن ''الجزائر المعاصرة متفتحة على عالم تطغى عليه المنافسة في شتى الميادين''، مؤكدا أنه ''يجب أن يقتطع وطننا مكانته في هذا العالم لاسيما من خلال السعي إلى ترسيخ شبابنا في هويتنا الوطنية التي تعد فيها الثقافة مؤهلا هاما". وأضاف أنه ''يجب علينا مواصلة إسهامنا في فضاءاتنا الثقافية والروحية''، موضحا أن ''تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي في جويلية 2009 بالجزائر يندرج في هذا الإطار بالذات". من جهة أخرى أشار رئيس الدولة إلى ''الأشواط الهامة التي تم قطعها في مجال ترميم الأملاك الثقافية العقارية والمعالم وتصنيف المواقع والحفاظ عليها وجرد الأملاك الثقافية". وبغية تجسيد برنامج استحداث الصناعات الثقافية دعا رئيس الجمهورية إلى ''تعزيز وتوسيع التكوين في المهن التي تعد ضرورية لانتشارها وتدعيمها". وبشأن ترقية الثقافة قدم رئيس الجمهورية تعليمة للحكومة لتولي هذا المجال رعاية أكبر، موضحا أن ''بلدنا سخر موارد هامة من أجل تطوير المرافق الثقافية التي يجب أن تثمن خدمة للإنتاج الثقافي. كما قمنا بإعادة الاعتبار للمهرجانات الثقافية في شتى المجالات''. وأضاف في هذا الصدد أنه ''ينبغي علينا تشجيع المنافسة بين الفنانين على هذه الأسس المتينة". وفي ختام مداخلته أبى رئيس الجمهورية إلا أن يثمن ''العمل القيم المبذول من قبل القطاع في مجال إنشاء المرافق ودعم الإنتاج الثقافي في إطار سياستنا الثقافية الشاملة الرامية إلى بث على نطاق واسع إنتاجات ثقافة تقوم على ترقية تراثنا الثقافي وتثمينه من جهة وعلى تعميم الثقافة العلمية والتكنولوجية من جهة أخرى". وخلال العرض الذي قدمته وزيرة الثقافة أكدت أنه تمت مضاعفة المبالغ المرصودة سنويا لقطاع الثقافة أربع مرات خلال العشرية الحالية. فبعد أن كانت ميزانية التجهيز المخصصة للقطاع لا تتجاوز 2 مليار دج سنة 1999 بلغت 90 مليار دج خلال الفترة 2000-9002 أي بمعدل 10 ملايير في السنة، إضافة إلى تعزيز ميزانية التسيير التي انتقلت من 4 ملايير دج سنة 1999 إلى قرابة 15 مليار دج سنة .2009 وفيما يتعلق بالإنجازات المحققة خلال الفترة 2005-2007 فقد تم إنجاز 123 مشروع. وحسب التوقعات للفترة 2008-2009 فمن المقرر استلام 438 مشروع آخر.