قام الجيش الوطني الشعبي أول أمس بنشر المئات من عناصر الجيش الوطني الشعبي بأحياء وادي ميزاب لنزع الأوحال والركام إثر الفيضانات التي مست المنطقة، وللإسراع في جعل الأمور تعود إلى سابق عهدها بالمنطقة. وأوضح المقدم حاكم شيخ المكلف بالاتصال بالناحية العسكرية الرابعة لوكالة الأنباء الجزائرية أن ''عدة فروع من الجيش الوطني الشعبي المزودة بعتاد التدخل قد تم نشرها عبر أحياء الغابة وحاسي مصباح وبن غانم وقرقورة ووسط مدينة غرداية وكذا منطقة العطف المنكوبة". وذكر حاكم شيخ أنه تم إرسال عدد معتبر من الآلات من الناحية العسكرية الأولى بالبليدة لتعزيز الوسائل التي سبق وأن سخرتها الناحية العسكرية الرابعة، مبينا أن عناصر الجيش الوطني الشعبي تدخلت فور وقوع الكارثة لإغاثة المتضررين، حيث تم إرسال وسائل مادية وبشرية ومروحيات تابعة للناحية العسكرية الرابعة بأمر من قائد الناحية لإغاثة المواطنين، ومعلوم أن عناصر الجيش الوطني الشعبي قاموا بعمليات الإنقاذ وفك العزلة عن المناطق المنكوبة فور وقوع الفيضانات سيما بالعطف ومتليلي. وكشف المتحدث ذاته أنه تم إنقاذ 128 شخص عبر وسائل جوية تابعة للناحية العسكرية الرابعة في إطار الحدود الإدارية لولاية غرداية وورقلة، حيث يلتقي وادي ''النسا'' بوادي ''ميزاب". وفي السياق ذاته، لاتزال العمليات التضمانية من طرف مختلف الهيئات الوطنية والدولية تعبر عن تضامنها الكبير مع المتضررين بغرداية، حيث أوفدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية ''منذ الأيام الأولى التي أعقبت الكارثة التي ألمت بمنطقة وادي ميزاب'' فرق إنقاذ من أجل ''المساهمة في الهبة التضامنية الوطنية''، حسب ما كشفه بيان للشركة، والتي قامت لجنة المساهمة التابعة لها بمنح ''19 صكا احتياطيا لصالح العائلات الأكثر تضررا'' ولوازم مدرسية للأطفال. ومن جانبه أرسل أمس الاتحاد العام للعمال الجزائريين قافلة تضامنية أشرف على انطلاقها الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد تتكون من أكثر من 100 طن من المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والعجائن الغذائية والمياه المعدنية والحليب والزيوت، إضافة إلى الأفرشة والأغطية، و8000 محفظة مجهزة بكل اللوازم الدراسية الضرورية، وذلك في الوقت الذي وصلت أول أمس إلى المنطقة عدة مساعدات قادمة من كل من ولاية الوادي التي أرسلت كمية تقدر ب730 قنطار من المواد الغذائية، إضافة إلى كمية أخرى من ولاية البيض مقدرة ب100 طن من المساعدات الممثلة أساسا في المواد الغذائية الأساسية وبعض الأغطية والأفرشة. وفيما يتعلق برسائل التضامن الدولية، فقد بعث ملك المغرب محمد السادس ببرقية تعزية إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الفارط أكد له فيها عن ''تضامن المملكة المغربية الموصول والفاعل مع الشعب الجزائري". ومن جهته أكد البرلمان العربي الانتقالي أمس على وقوفه ودعمه للجهود المضنية التي تبذلها الحكومة الجزائرية من أجل احتواء آثار فيضانات غرداية وبعض المدن في جنوب غرب الجزائر، كما أعرب رئيس البرلمان محمد جاسم الصقر في بيان له عن تعازيه ومواساته لأسر ضحايا وجرحى الفيضانات.