شرع أصحاب المطاحن والمؤسسات المتخصصة في التحويل الغذائي في شراء محاصيل القمح اللين والصلب والشعير عن الفلاحين مسبقا قبل بيعه إلى تعاونيات الحبوب. وكشف جملة من الفلاحين التقتهم '' الحوار '' بولايات بومرداس والبليدة وعين الدفلى عن بيع محصول الحبوب قبل عملية الحصاد لأصحاب المطاحن، بقيمة مالية تفوق أسعار البيع التي أقرتها الحكومة مؤخرا والقاضية بقيام الدولة بشراء الحبوب بأسعار تقارب تلك المطبقة في الأسواق العالمية. والرامية بالأساس إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وتشجيع الإنتاج الفلاحي الوطني. وأضاف المتحدثون بأنهم تلقوا مستحقاتهم المالية مسبقا في شكل أقساط أو عربون للتفاهم على عملية البيع إلى غاية إتمام عملية الحصاد، وتحديد القيمة النهائية للمنتوج بالإضافة إلى ضمان عملية النقل من دون تكاليف. وأشار الفلاحون إلى وجود لوبيات قوية مشتركة بين أصحاب المطاحن والمؤسسات المتخصصة في التحويل الغذائي وذات نفوذ تعتمد على شبكة من الاتصالات تدل على مواقع وحقول الحبوب بمختلف أنواعها بالسهل المتيجي، حيث تقوم بالبحث عن الفلاحين وشراء حقولهم وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاح عملية الحصاد. وأضاف المصدر بأن كميات كبيرة من الحبوب للمواسم الجارية تم تسويقها مسبقا للمحولين، أين شرع الفلاحون في التفاهم ومناقشة الأسعار، لتفادي نقل محاصيل القمح اللين والصلب والشعير إلى التعاونيات وانتظار مدة طويلة تصل إلى 3 أشهر لتلقي مستحقاتهم، ناهيك عن ثقل وعراقيل الإجراءات المتعلقة بمراقبة النوعية وتصنيفها لتحديد السعر الأساسي للقناطر الواحد من المادة. وتأتي هذه الخطوات من طرف المحولين في اتجاه معاكس لمساعي الحكومة التي تقوم باتخاذ تدابير جديدة تقدم بها وزير الفلاحة والتنمية الريفية سعيد بركات، تقوم على منح الدعم للفلاحين الموجه للإنتاج بعد فترة جني محصول الحبوب، فيما كان يستفيد المنتجون قبل ذلك من دعم الدولة بشكل مسبق. وفضلا عن تعزيز القدرات الاستثمارية للفلاحين من خلال خلق استثمارات إضافية، كما ترمي هذه الإجراءات أيضا إلى تحقيق استغلال أكثر نجاعة للمساحات الموجهة لزراعة الحبوب. وأكدت الحكومة على لسان وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة أن الإجراءات الجديدة لن يكون لها أي انعكاس أو تغيير على أسعار السميد العادي والممتاز والفرينة التي تباع للمواطن، ونفس الأمر بالنسبة لأسعار التنازل عن الحبوب من طرف الديوان الوطني للحبوب لأصحاب المطاحن والمحولين وكذا مربيي المواشي.