العشرات من الرياضيين الذين وهبوا وقتهم و ذاتهم لرفع الراية الوطنية و الدفاع عن قيم الرياضة عبر مشوارهم، وجدوا أنفسهم على الهامش، بعد انتهاء مسيرتهم، من دون أي رد للجميل أو استفسار عن حالهم من السلطات بعد أن نالت منهم هموم الحياة. ''الحوار'' أرادت استذكار أحد الملاكمين الذين دون التاريخ إسمهم في سجل الرياضة الجزائرية، إنه الملاكم الدولي السابق محمد لحلو. الذي دعوناه إلى مقر الجريدة لنقل أمنيته التي تراوده منذ مدة إلى السلطات، و هي تنظيم منازلة اعتزالية كتتويج لمشواره واعترافا من الجميع بما قدمه لحلوح للملاكمة كرياضي و حسب. ------------------------------------------------------------------------ لمحة عن ''أمير'' بدون تاج ! ------------------------------------------------------------------------ قصة عمي محمد مع الفن النبيل بدأت فجر الاستقلال، كشاب مدفوع بنشوة الإنعتاق من قيود الاستعمار، و التطلع لمستقبل أفضل في رحاب الحرية. '' في الحقيقة بدأت بممارسة كرة القدم ككل الشباب في حي الحراش الشعبي، مع نادي أولمبيك بوليو بواد السمار''. يروي عمي لحلوح بداياته الأولى مع الرياضة، ليضيف و ابتسامة عريضة على محياه: '' أتذكر أني كنت طفلا كثير الشجار، لذلك نصحني بعض أبناء حيي بممارسة الملاكمة لأنها ستناسبني أكثر وسأذهب فيها بعيدا، و هنا كانت البداية مع الفن النبيل في وزن الذبابة، أي أقل من 51 كلغ، التي استمرت على مدى 10 سنوات تقريبا، من 1967 إلى .1978" لقد حجز لحلوح مكانته مع المنتخب الوطني في أول منازلة له في إطار دورة التحدي التي كانت تسمى ب ''نوفيس.''. و يستحضر لحلوح ذكرياته بكثير من الشوق، فيقول: '' كان عمي عبد النور هو مدربي في المنتخب الوطني، من الصدف أني إلتقيت معه في نهائي كأس الجزائر، و كانت بمثابة منازلة بين الأستاذ و التلميذ التي كرس فيها الأستاذ تفوقه''. و أما أفضل نتيجة له، فهي تنشيط نهائيات عديدة سواء البطولة و الكأس، دونما التتويج، بأي منها، ليستحق لقب أمير بدون تاج. ------------------------------------------------------------------------ الاعتزال.. و الانعزال ------------------------------------------------------------------------ و اضطر عمي محمد لوضع حد لمشواره كملاكم بعدما أصبحت الرياضة عبئا ثقيلا عليه أمام تنامي متطلبات الحياة فأضطر إلى البحث عن عمل، ليعيل به أسرته. و إنقطعت الصلة مع الرياضة تماما... لماذا لم يقتحم عمي محمد عالم التدريب مثلما يفعل غالبية الرياضيين، بعد نهاية مشوارهم؟ يجيب قائلا: ''لم يكن هناك من يساعدني لأحصل على دبلوم في التدريب. و بالمقابل، يضيف أن الملاكم الأسطورة شريف حامية قد عرض عليه الإنتقال إلى فرنسا للإحتراف هناك، ''و لكني رفضت و فضلت البقاء في الجزائر، و أنا لست نادما على ذلك." ------------------------------------------------------------------------ متى ستكون الالتفاتة ؟ ------------------------------------------------------------------------ و أمام محدودية منحة التقاعد التي يتلقاها عمي محمد، فإنه يطالب السلطات بمساعدته لتخفيف الأزمة المالية التي يمر بها عبر تنظيم منازلة إعتزالية له في حفل يحضره كل الملاكمين القدامى و تكون الفرصة للتلاقي بأمجاد الماضي و مد يد المساعدة للمحتاجين منهم. و يذكر الملاكم الدولي السابق في هذا الصدد مراسلتين بعثتهما رئاسة الجمهورية لكل من مديرية الشباب و الرياضة و مديرية الصحة للعاصمة ممضاة بتاريخ جويلية و أوت 2004 على التوالي، يطالب من خلالها بتحقيق حلم الملاكم السابق بتنظيم حفل إعتزالي له، '' إلا أن لا شيء حدث منذ ذلك الحين بعد مرور 4 سنوات كاملة، و هذا رغم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو من أمر بإقامة هذه المنازلة. و يضيف: ''الجميع يعلم أين أقيم، و آمل أن تتحرك الأمور عبر جريدة الحوار..."