سيعرف إنتاج الحوامض بولاية تيبازة انخفاضا ملحوظا هذه السنة جراء الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة خلال الموسم الفلاحي المنصرم، وانتشار حشرتي السيراتيب وحفارة الأوراق اللتين ألحقتا أضرارا جسيمة بالمنتوج الذي لم يتعد ال 400 ألف قنطار. التراجع كشف عنه غالبية الفلاحين بالولاية وهو نفس المصير الذي شهده المنتوج في السنة الماضية، مطالبين السلطات الولائية وعلى رأسها مديرية الفلاحة والري بتقديم الدعم اللازم من أجل تجنب مثل هذه الأوضاع الكارثية التي دفعت بالكثير إلى التفكير في العزوف عن غرسها في السنوات القادمة. كما أكد الأمين العام للغرفة الفلاحية بالولاية أن الكارثة كانت ستكون أكبر لولا دخول 350 هكتار التي غرست في إطار المخطط الوطني للتنمية الريفية 1999-2003 في إنتاج نصف المردود، وهو ما أنقذ الموسم الفلاحي من خسارة وكارثة حقيقية. هذا وطرح منتجو الحوامض في حديثهم ل ''الحوار'' المشاكل التي تواجه هذا النوع من الإنتاج بمختلف أنواعه وأصنافه، كنقص مياه الري بعد جفاف الكثير من الآبار التي يستعملها الفلاحون في عمليات السقي، علما أن أشجار الحوامض تتطلب الكثير من المياه خاصة في فصل الصيف، والاستمرار في سقيها إلى نهاية الفصل. وما زاد الطينة بلة هو الانتشار الكبير وغير المسبوق لبعض الحشرات، وأخطرها حشرتا ''السيراتيت'' التي تصيب المنتوج وحفارة الأوراق التي جعلت المئات من الفلاحين يتكبدون خسائر فادحة في ظل عجزهم عن إيجاد حلول للحشرتين الضارتين والتي تتطلب إمكانيات وعتااد فلاحيا متطورا للقضاء عليها. كما طرح المعنيون مشكل التسويق والسرقة التي أصبحت من أكبر المشاكل التي يواجهونها في السنوات القليلة الماضية، بعد تعرض العديد من الفلاحين إلى عمليات السطو خاصة في المناطق النائية، ويضيف المختصون في نفس السياق أن السبب الرئيسي في تراجع المنتوج الفلاحي للحوامض هو عدم استقرار الظروف المناخية التي سادت المنطقة خلال الموسم الفلاحي المنقضي خاصة شهري مارس وأفريل اللذين شهدا ارتفاعا في درجات الحرارة تلاه مباشرة انخفاض كبير لها، مما أثر سلبا على أزهار الحوامض التي أتلفت بفعلها، هذا ما نتج عنه انخفاض محسوس في الإنتاج. المختصون في هذا النوع من المنتجات الفلاحية وخلال الملتقى الذي نظم العام الماضي بمناسبة عيد الحمضيات الذي يقام كل سنة بالولاية، دعوا إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الحوامض التي تشتهر بها المنطقة، من خلال الصيانة والرعاية المستمرة للأشجار قبل الشروع في عملية جني المنتوج. كما قام هؤلاء بزيارات ميدانية إلى بعض المزارع النموذجية المختصة في إنتاج الحوامض قصد الاطلاع عن كثب على واقع الفلاحة في هذا النوع من المنتجات، حيث سيتم حسب مسؤول الغرفة الفلاحية لولاية تيبازة غرس أكثر من ألف هكتار من أشجار الحوامض في إطار المخطط الوطني للتنمية الريفية، فضلا عن البرنامج المسطر لنفس الغرض والمتضمن غرس ما قيمته 6 آلاف هكتار من نفس الأشجار إلى غاية سنة .2013