كشفت وزارة الخارجية الأمريكية النقاب عن قيام ليبيا بدفع 5,1 مليار دولار لصندوق لضحايا ما يسمى الإرهاب في فترة الثمانينيات، في خطوة اعتبرتها واشنطن إزالة لآخر عقبة كبيرة أمام إقامة علاقة طبيعية بين الدولتين. وأعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تلقي أموال كافية لدفع التعويضات, كما وقع الرئيس الأميركي جورج بوش أمرا تنفيذيا بإنهاء قضايا التعويض القائمة ضد ليبيا ومنحها حصانة من الدعاوى القضائية. وأوضح ديفد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أن سداد مدفوعات للضحايا الأميركيين ينبغي أن يبدأ خلال أيام. وقال ''يزيل ذلك العقبة الأخيرة أمام علاقة طبيعية بين الولاياتالمتحدة وليبيا وسنعمل بشأن ذلك من الآن فصاعدا''. وعبر عن أمله في أن يتحرك مجلس الشيوخ قريبا للتصديق على تعيين جين كريتز ليكون سفيرا لدى ليبيا، كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن بوش هو الذي حرك وأشرف على دفع التعويضات للضحايا وأهالي الضحايا الذين سقطوا في حادث طائرة لوكيربي. ووصف ماكورماك استعداد ليبيا لدفع هذه الأموال بأنه نقطة تحول في العلاقات الثنائية ويفتح الباب أمام توسيع الشراكة بين البلدين، كما وصف بيان للخارجية الأميركية ليبيا بأنها شريك مهم في تنسيق الجهود المشتركة ضد ''الإرهاب'', قائلا إنها ''تعد نموذجا للدول التي ترغب في تجنب العزلة والاندماج في المجتمع الدولي". من جهته أصدر السناتور الديمقراطي فرانك لوتنبرج من نيوجيرسي بيانا يشيد بسداد ليبيا للأموال لكنه تجنب مسألة التصديق على تعيين كريتز، وكانت الولاياتالمتحدة وليبيا قد اتفقتا في أوت الماضي على إنشاء الصندوق لتسوية مطالب التعويضات. ويشمل الضحايا الأميركيون الذين يشملهم الصندوق من لاقوا حتفهم في تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة بان أميركان عام 1988 فوق لوكيربي بأسكتلندا الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا بالإضافة لضحايا هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلينالغربية خلف ثلاثة قتلى وأصاب 229 شخصا. وقد مهد الاتفاق الطريق أمام زيارة رايس ليبيا في سبتمبر الماضي والاجتماع مع الزعيم الليبي معمر القذافي في أول زيارة من نوعها لوزير خارجية أميركي في نصف قرن. كما اعتبرت الزيارة علامة بارزة على تحسن العلاقات.