من المقرر أن تغلق الولاياتالمتحدة الأميركية قناتها الفضائية الناطقة باللغة العربية '' الحرة '' بعدما أدرك البيت الأبيض أن هذه القناة لا تستطيع أن تفي بالغرض، وبالتالي فإن 350 مليون دولار التي أنفقتها الإدارة الأمريكية على '' الحرة '' منذ فيفري 2004 ذهبت أدراج الرياح. وقال هشام ملحم مدير القناة بواشنطن، إنه على الرغم من هذه التكلفة فإن القناة '' فشلت حتى في الحياز على المركز الرابع، على أقل تقدير. بالنسبة لتفضيل مشاهدي القنوات العربية.. '' وأضاف ملحم '' إنه نادرًا ما تجد أناسا قد شاهدوا قناة الحرة. وربما تكون الحرة هي القناة رقم عشرة في قائمة ترتيب بحث المشاهدين عن القنوات المهمة... إذن الحرة لم تكن في الترتيب الأول ولا الثاني ولا الثالث... أو حتى الرابع '' . وقال ملحم إن مسؤولي القناة فشلوا في إيجاد مدخل يمكنهم لإقناع المشاهدين العرب. كما أنهم فشلوا في إيجاد تقديم أي شيء جديد ومختلف حول أمريكا للعالم العربي ''، وأضاف ملحم '' لقد كلفت القناة الكثير.. ولكن العطاء فيها أقل مما يتصور المرء '' . وكان الهدف أن تنافس قناة '' الحرة '' القناتين الفضائيتين العربيتين '' العربية '' و '' الجزيرة '' وتتمسك في الوقت نفسه باتجاهاتها الغربية. لكن سرعان ما أدركت إدارة '' الحرة '' أنها لن تستطيع تحقيق المهمة المطروحة على القناة لأن استمالة الجمهور العربي من خلال الترويج للقيم الغربية أمر مستحيل، ولكنها استمرت في استثمار الاعتمادات المخصصة للقناة في غياب رؤية تتوخى تطوير القناة، فيما واصل العاملون في القناة عملهم من دون أن يعرف الكثيرون منهم ما هو مطلوب منهم، معتبرين أنهم معذورون لأن لا أحد يشاهد برامج قناتهم، كما أشار إلى ذلك أحد محرري '' الحرة '' . وخلص الخبراء في بداية هذا العام إلى استنتاج أن '' الحرة '' مشروع فاشل. وقالت صحيفة '' واشنطن بوست '' إن الحرة فشلت في أداء مهمتها في العالم العربي. وأجمع بعض الخبراء الإعلاميين من العرب والأميركيين الذين تحدثوا للصحيفة على أن القناة لم يعد لها أي حظوظ من النجاح في سوق الإعلام العربي. وكانت القناة منذ بدايتها قد استمالت عددًا كبيرًا من الإعلاميين العرب الذي ما لبث عدد منهم أن '' هاجر '' إلى قنوات أخرى . وكانت استطلاعات الرأي المتعاقبة خلال السنوات الفائتة قد أظهرت أن الحرة هي أقل الفضائيات الناطقة بالعربية مشاهدة. لكن مصادر أميركية كانت تصر على عدم إقفال الحرة رافضة أن تلقى المحطة مصير مجلة هاي الشهرية والتي قررت الخارجية إيقافها عن الصدور، وعلى الرغم من عمليات المراجعة والتقويم الشامل لأداء المحطة إلا أنها لم تتمكن من جذب الجمهور العربي .