خلافا للتصريحات الأخيرة لقياديين بارزين في حمس التي أكدوا فيها قرب التوصل إلى تسوية نهائية مع المعارضة بعد الوساطة التي قادتها لجنة الصلح برئاسة عبد الحميد مداود، أكد مسؤولون بارزون في كتلة التغيير أن الخلاف لا يزال قائما وأن جهود الصلح لا تزال تراوح مكانها، بل وأعلنوا أن لجنة الصلح فقدت مصداقيتها وأنهم لا يعترفون بها ولا تعنيهم إطلاقا لأن جماعة أبو جرة استطاعت توجيهها وفق أطروحاتها يأتي هذا في الوقت الذي التزم مناصرة الصمت ورفض التعليق على هذا الأمر وقد سألت ''الحوار'' زعيم المعارضة البعيد عن الأضواء عبد المجيد مناصرة في أول ظهور رسمي له تقريبا منذ المؤتمر الرابع، عن صيرورة الخلاف ومدى قرب التوصل إلى تسوية نهائية مع خصومهم ، إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح، واكتفى فقط بعبارة '' ليس لدي ما أقوله اسألوا من صرح بذلك''، وبدا على مناصرة ملامح الغضب التي أخفاها وراء هدوءه المعروف به وكأنه استفز بالسؤال والتصريح الإعلامي الأخير لرئيس الحركة أبو جرة سلطاني الذي خلط به كل لأوراق وطالب خصومه من النواب بالانضباط أو الانسحاب نهائيا من الحركة. وفي نفس السياق قال مسؤول بارز في كتلة التغيير أن جماعته مع تقديرها للجهود التي يبذلها مداود ولجنته في إيجاد أرضية صلح تنهي الحلاف القائم ، إلا أنها مجبرة على التبرؤ منها، وأكد أن جماعة أبو جرة تعمدت على لسان عبد الرزاق مقري الترويج لخبر التوصل إلى أرضية اتفاق للتمويه والظهور بمظهر الضحية من جهة، ومن جهة أخرى لربح الوقت وضمان عدم الشوشرة من طرف نواب الكتلة على مشروع التعديل الدستوري الذي حبس أنفاس أبو جرة لأسابيع. وتابع ذات المتحدث الذي تحفظ على ذكر اسمه أن لجنة مداود تعرضت لمؤامرة من طرف أبو جرة وجماعته، وإن حرصوا على ترويج الخبر انطلاقا من حسابات سياسية ضيقة لا علاقة لها بمصلحة الحركة ولا بنية تجنيبها خطر الانشطار الذي بات محدقا. واسترسل في الحديث أن يستغرب كيف يؤكد الأمر شخص يقول أنه مستقيل من القيادة فلماذا يقحم نفسه في هذا الظرف بالذات ويتكلم نيابة عن مجموعته التي يقول أنه على خلاف معها . وتابع المتحدث أن ما قيل أنه متفق بشأنه ليس بمطالب المعارضة أصلا وذلك تقزيم وإبعاد لحقيقة الخلاف الذي قال أنه منصب على إيجاد أرضية حوار متينة تتعلق بطرق تسير الحركة والخروج عن الخط ، إضافة إلى الإنفراد بالقرارات ، بدل اختزالها في عضوية المكتب الوطني والمجلس الشورى وهذا تمييع للقضية كما قال ذات المتحدث .