أكد الدكتور سعيد بن مختار مختص في طب النساء والتوليد بالمستشفى العسكري للجيش بالعاصمة، أن نسبة 15 بالمائة من حالات العقم في العالم تبقى مجهولة الأسباب عند العديد من الأزواج، داعيا بمناسبة الأيام الرابعة لطب النساء والتوليد والإنجاب المدعم طبيا إلى ضرورة إجراء التحاليل اللازمة للكشف عن أسباب العقم عند الزوجين. اعتبر الدكتور بن مختار أن العوامل البيئية تلعب دورا هاما في الإصابة بالعقم ولاسيما التلوث والتعرض إلى المواد السامة والإرهاق والقلق والحرارة الشديدة، يضاف لها عامل التدخين والسمنة والتقدم في السن عند المرأة. الأدوية الحل الأولي للعقم وبالنسبة للعلاج أشار الدكتور المختص في نفس الإطار إلى وجود أدوية يتم تناولها عن طريق الفم وأخرى عن طريق الحقن بالإضافة إلى الإنجاب المدعم طبيا كحل أخير إذا ما تعذر حل المشكل بالوسائل السابقة، خاصة إذا علمنا أن 40 بالمائة من حالات العقم يتسبب فيها الرجال لنقص الحيوانات المنوية عن 20 مليون حيوان في المليمتر المكعب الواحد، بينما تكون 60 بالمائة من الحالات الأخرى متعلقة بأسباب مرضية للمرأة مثل انعدام التبويض لخلل في إفراز الهرمونات التي تؤثر على نمو ونضج البويضة أو لعيب خلقي في تكوين المبيضين أو لحدوث تكيسات حولهما، كما يؤدي خلل في الأنابيب أو ما نسميه بقناتي فالوب إلى وجود تشوه خلقي بغياب الأنبوب مثلا أو وجود التهاب أدى إلى انسداد الأنبوب انسدادا كليا أو جزئيا من طرف واحد أو من الطرفين داخل أو خارج الأنبوب، كما يتسبب الخلل في عنق الرحم في 5 بالمائة من حالات العقم عند النساء، حيث يعتبر عنق الرحم الحاجز الأول وأي خلل فيه قد يعيق وصول الحيوانات المنوية بالإضافة إلى أسباب أخرى كوجود أورام داخل الرحم أو زوائد لحمية وأسباب أخرى غير مفسرة لحد الآن يكون فيها الزوجان سليمين ولا يحدث الحمل. مطالبة بتعويض كلفة الإنجاب المدعم أما الأستاذة فضيلة شيتور مختصة في الإنجاب المدعم طبيا، فقد تأسفت من جهتها للتأخر المسجل في مجال التكفل بمشكل العقم خاصة بالقطاع العام لأن العديد من الأزواج ليست لديهم الإمكانيات للمتابعة بالعيادات الخاصة. كما طالبت الأستاذة شيتور بضرورة تعويض تقنيات الإنجاب المدعم طبيا من طرف صندوق الضمان الاجتماعي لأن هذه التقنيات باهظة وليست في متناول جميع العائلات الجزائرية حيث تتراوح ما بين 25 إلى 35 مليون سنتيم، ونظرا لتأخر سن الزواج بالجزائر دعت الأستاذة البنات اللواتي يتزوجن بعد سن الثلاثين إلى عدم التأخر في زيارة الطبيب المختص لكون عامل الوقت مهم جدا ولأن الخصوبة تنخفض بعد سن 35 وتزداد تراجعا بعد سن 38 سنة. وحثت شيتور بالمناسبة الأطباء المختصين على التعجيل في التكفل بالزوجين وليس بالمرأة لوحدها وهذا ربحا للوقت خاصة إذا كانت المرأة قد تجاوزت السن المحددة للإنجاب أي 35 سنة. ويذكر أن المختصين قد تناولوا عدة مواضيع أخرى تتعلق بالإنجاب ومعالجة العجز البويضي ومراقبة الجنين عند الحامل المصابة بداء السكري والولادة القيصرية.