تمكنت مصالح الشرطة الأوروبية من تفكيك شبكة دولية كبيرة كانت تهرب السيارات المسروقة من الدول الأوروبية ثم تبيعها في دول شمال إفريقيا. لا تزال سوق بلدان شمال إفريقيا الوجهة الرئيسية للسيارات المسروقة في أوروبا، حيث تمكنت الشرطة الإسبانية خلال الأيام القليلة الماضية من تفكيك شبكة دولية لسرقة السيارات تضم 100 شخص في الدول الأوروبية وتختص في تهريب السيارات إلى بلدان المغرب العربي. وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة من الأمن الإسباني فإن هذه الشبكة تنشط بين اسبانيا ايطاليا، وفرنسا ومهمتها الأساسية سرقة السيارات وبيعها في دول شمال إفريقيا بأسعار لا يحلم بها أحد في السوق السوداء، وأشارت نفس المصادر إلى أن هذه الشبكة كانت تنشط لمدة سنتين بعيدا عن أعين عناصر الأمن الأوروبية، تقوم على أساس عصابات منتشرة في أوروبا . وكانت تبيع السيارة الواحدة في الدول التي تسوق فيها المسروقات على غرار الجزائر بسعر لايتجاوز 30000 أورو أي ما يعادل 30 مليون سنتيم فقط . وتشير مصادر مقربة من التحقيق إلى أن التقديرات خلال العامين الماضيين، كشفت أن العصابة سرقت أكثر من 150 مركبة، أكثر من 100 سيارة منها سرقت في ايطاليا، التي تعد البيئة الأساسية للسرقة، خاصة وأنها تعرف بالمافيا التي لا تتوانى عن القيام بالسرقات، ولا تكتفي بتسويقها محليا لكن على المستوى الدولي لتجني أموالا طائلة من خلال هذا الأمر، وتشير نفس التقديرات إلى أن المغرب يأتي بالدرجة الأولى من حيث تسويق هذه المسروقات، كما شهدت وجود السيارات المسروقة في البلدان الأوروبية الأخرى مثل فرنسا أو ألمانيا. وفي سياق ذي صلة أوضحت التحريات الأولية أن أهم السيارات التي كانت تسوق إلى دول المغرب العربي تتمثل في النوعيات الفاخرة على غرار المرسيدس، أودي، فولكس فاجن، و طوارق، وهي كلها تسوق في الجزائر، المغرب، وموريتانيا حسب ذات المصادر. وأعطت الشرطة مثالا عن تلك السرقات '' فلو أخذنا مثلا سيارة بي ام دبليو X5 فسعرها الحقيقي في الدول الأوروبية يتراوح ما بين 000,58 و 79,000 يورو وبعد التهريب تباع في المغرب والجزائر وموريتانيا ب 000,25 يورو. ما يعادل 25 مليون سنتيم فقط. وقد بدأت عملية اعتقالات واسعة قبل بضعة أيام حيث ألقي القبض على أكثر من اثني عشر شخصا ، كلهم تقريبا من الجنسية الاسبانية إضافة إلى المغاربة في منطقة مورسيا بإسبانيا.