دعا أمس رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' خالد مشعل في قمة غزة الطارئة بالدوحة التي حضرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، الدول العربية والإسلامية إلى احتضان خيار المقاومة الشعبية للفلسطينيين، مبينا أنه لا يدعو الأمة إلى حرب الجيوش ''التي سيأتي دورها لاحقا". وقال مشعل في كلمة له خلال افتتاح القمة أن إسرائيل أرادت من خلال حربها الحالية على قطاع غزة شطب خيار المقاومة ووضع قواعد جديدة لفرض تسوية وفقا لرؤيتها، مضيفا أن ذلك لن يكون لان العدوان الإسرائيلي سوف يتحطم على صخرة صمود أهل غزة،وموضحا أن المقاومة في غزة ربما تكون قد ''أوذيت كثيرا لكنها لم تهزم''، و أن إسرائيل تنتقم من الأطفال والنساء بعدما فشلت في الميدان، وداعيا القمة إلى التحرك على كل الأصعدة لمحاكمة إسرائيل وإدانتها لما اقترفته بحق المدنيين في غزة. دعوة لوقف العدوان الصهويني وتجميد التطبيع وتبني للمقاومة وجدد مشعل تمسك حماس باستعادة الوحدة الفلسطينية، مناديا باصطفاف وطني فلسطيني على أرضية التصدي للعدوان، ومشيرا إلى انه ''بعد انتهاء العدوان مستعدون لحوار وطني باحتضان عربي على أساس استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة''، ومبينا أن حركته لم ترفض تمديد التهدئة، إنما الحقيقة أنها لم تتلق أي عرض في هذا الشأن، عربيا كان أو دوليا، لتمديد التهدئة مقابل الالتزام برفع الحصار، ومذكرا بأن حماس تجاوبت مع التهدئة التي كانت قائمة رغم خروقات الاحتلال وعدم رفع الحصار المفروض على القطاع. كما طالب القمة بتبني مطالب الفصائل الفلسطينية، والمتمثلة في تحميل إسرائيل مسئولية ما لحق بالفلسطينيين في غزة من جرائم ودمار، وكذا ملاحقتها دوليا على ذلك، إضافة إلى ضرورة وقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل وتفعيل أحكام المقاطعة العربية، وحشد جهد عربي ودولي لإعادة اعمار غزة، وكذلك توفير رعاية عربية للمصالحة الوطنية الفلسطينية. ومن جهته طالب الرئيس السوري بشار الأسد الدول العربية بإغلاق السفارات الإسرائيلية فورا وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أهمية المقاومة من أجل انتزاع الأرض بالقول ''ليس من عادة السارق أن يعيد الحقوق طوعا، وهذا هو جوهر المقاومة وهي الطريق إلى السلام''، ومعتبرا أن ''عملية السلام كانت مجرد محاولات لم تتطور، مضيفا أن مبادرة السلام العربية صارت ''بحكم الميتة، وهي ميتة بالنسبة لإسرائيل منذ إطلاقها وعلينا كعرب اعتبارها كذلك". وفي السياق ذاته، قال الرئيس السوداني عمر البشير أن السلام لا يعني الاستسلام، داعيا في الوقت ذاته إلى ''سحب نهائي'' للمبادرة العربية للسلام و''إيقاف أي محاولات تطبيع مع إسرائيل وإنهاء وجودها الدبلوماسي في الدول العربية'' مشددا على ضرورة وحدة الصف العربي، في حين قال الرئيس الإيراني احمدي نجاد أن ما يجري في عزة هو تكرار لما حدث في جنوب لبنان وجنين وكل الجرائم الصهيونية البشعة ، داعيا إلى لمقاضاة قادة الكيان الصهيوني لما ارتكبوه من جرائم. ويشار إلى أن القمة عرفت مشاركة، إضافة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قادة دول قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و السودان عمر حسن البشير وسوريا بشار الأسد ولبنان ميشال سليمان وجزر القمر أحمد عبد الله سامبي ورئيس المجلس العسكري الحاكم بموريتانيا محمد ولد عبد العزيز، فيما مثل العراق طارق الهاشمي نائب الرئيس، ومن ليبيا أمين اللجنة الشعبية العامة البغدادي المحمودي، ومن سلطنة عُمان وزير خارجيتها يوسف بن علوي عبد الله في حين غاب عن القمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.