مع أن مهرجان الكسكس الدولي في طبعته و (طبخته الثانية) قد حظي باهتمام رسمي و اجنبي واسع الى حد ان عدة سفراء حضروا الوليمة الجماعية،الا ان الحضور الجماهيري و الشعبي لم يكن في المستوى.كما يحصل عادة في المواعيد الانتخابية حضور مهرجان للكسكس قد لا يكون حدثا بالنسبة للنسوان أو الرجال على السواء،باعتبار ان عملية صنعه و أكله شائعة ومعروفة من غابر الزمان ،فهو يحضر في الزردة و في المقبرة و امام الجامع بالمجان وفي كل مكان. والناس من كل الجهات مثقفون في هذا المجال،ولايتنافسون الا فيما يتعلق بالتفاصيل المملة احيانا. تاريخيا ،هذا الطبق الشهير لا جدال في كونه طبقا مغاربيا نسبة الى المغرب العربي او الاسلامي او الامازيغي ،كل كما يسميه،رغم وجود محاولات يائسة و بائسة للانفراد به. وعندما تسقط المحاولات الانفصالية بالاستفراد بالطبق (غير الطائر)،وتقوم دول و حكومات تلك الدول مجتمعة بالسعي لجعل الكسكسي مدرجا في اليونسكو ضمن التراث العالمي،فان ذلك من شأنه أن يساعد على سد الفرج مابين الفرقاء وينهي الجدل حول من يملك حق (تأليف الكسكسي ) بتنظيم مائدة مشتركة (غير منزلة من امريكا مثلا) ولو على الحدود ،بما فيها تلك المغلقة منذ نحو ثلاثين عاما من دون مبرر مقبول و معقول. لكن امريكا و ابنتها اسرائيل لن يكونا لهما شرف الحضور ،بعد ان غادرا المنظمة لاسباب سياسية. وهذا يذكرنا بالجدل الذي دار قبل سنوات و انتهي بالتعادل ،بلغة الرياضيين ،بعد أن تنازعت كل من توني و الجزائر واسبانيا حول جنسية ابن خلدون.