الشاب أنيس بوزيد، من مواليد ولاية تبسة بأقصى الشرق الجزائري، عن مسيرته يقول” خضت كل مراحل تعليمي بهذه الولاية العريقة، إلى أن تحصلت على شهادة الباكالوريا لمرتين سنتي 2007 و 2008 في شعبة العلوم الطبيعية، لأدخل بعدها غمار الحياة الجامعية و اختار تخصص الحقوق إيمانا مني أن السياسي إذا لم يختص في الحقوق لا يمكنه أن يكون رجلا سياسيا، تحصلت على شهادة ليسانس و ماستر في القانون الجنائي، و كانت جل أبحاثي في الميدان الدولي، حيث عالجت موضوعين في مسيرتي الجامعية، الأول يتعلق بالحماية الجنائية للبعثات الدبلوماسية، و الثاني يتعلق بموضوع الاختصاص الجنائي العالمي، وهذا لشغفي بالعالم ككل و ما يحدث فيه، ثم تحصلت بعدها على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة فيما بعد”. * ماذا عن مشاركاتك الدولية ضمن ما يعرف بالدبلوماسية الموازية في تشريف الجزائر ؟ “حقيقة بدأ شغفي بالميدان الدبلوماسي الدولي منذ صغري، و بدأت في تحقيق البعض من طموحات هذا الشغف منذ أن دخلت سن الواحدة و العشرين من عمري، فتدرجت فيما يعرف ببرامج الأممالمتحدة المخصصة للشباب، بداية ببرلمان الشباب العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث شاركت كمندوب في المؤتمر في كل من نموذج مراكش بالمملكة المغربية و موسكو بدولة روسيا، ثم ترشحت لترأس لجنة جامعة الدول العربية بالعاصمة الفرنسية باريس في مؤتمر دولي للشباب تحت إشراف وزارة الخارجية الفرنسية، و رعاية الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت السيد فرانسوا هولاند ، و استطعت أن أوفق لحد بعيد في إعطاء صورة جد رائعة عن الجزائر خصوصا مع حضور قائد حلف شمال الأطلسي الجنرال دينيس”. * ماذا عن زيارتك للاهاي أو بالأحرى لمحكمة العدل الدولية ؟ “بالنسبة لهذا التكوين أو التجربة التي أصفها بالعظيمة و الفاصلة في حياتي، فأرى بأنها كانت منعرج رائع في مسيرتي، حيث استطعت أن ادخل قصر السلم بلاهاي عبر بوابة القانون الدولي العام، وسمحت لي الفرصة التعرف على كبريات المنشآت القضائية بالعالم من خلال مختلف المحاكم الدولية هناك، ناهيك عن اختلاطي و احتكاكي بكبار القضاة، الدبلوماسيين و حتى الوزراء بالعالم ، كما كانت لي فرصة إجراء زيارات مجاملة للعديد من السفراء من مختلف دول العالم”. * هل تعتقد آن تواجدك بلاهاي زاد في تكوينك و علاقاتك ؟ “حقيقة تجربة محكمة العدل الدولية لا يمكنني أن أنساها ، كيف لا و أنت تستمع و تناقش كبار بروفسورات العالم ، وزراء صنعوا بصمات في حكومات بلدانهم ، سفراء و قضاة أعطوا لمسة في قوانين العالم”. * ماذا عن نادي السفراء الشباب بباريس ؟ “نادي السفراء الشباب بباريس يعتبر مشروع جديد بالنسبة لي ، حيث انضممت له منذ حوالي ثلاثة أشهر من الآن، في لجنة القانون الدولي و العدالة، النادي له دراسات ممتازة للأوضاع عبر العالم ، و يحتوي على كفاءات شابة رهيبة، ناهيك عن اللقاءات و الدراسات الدورية التي تجرى هناك”. * قرأنا أيضا عن عضويتك كمستشار العلاقات الخارجية باتحاد ايجنيتا فاريتاس ؟ نعم، فقد تم وضع الثقة في شخصي لمدة سنة كاملة لأكون مستشارا للعلاقات الخارجية باتحاد ايجينتا فاريتاس بمكتب الشرق الأوسط و التابع للأمم المتحدة، اتحاد ايجنيتا يعتبر مساهمة حقيقية في مراقبة حركة التجارة الدولية و تكريس أسس و مبادئ الأممالمتحدة عبر العالم فيما يخص الأمن و السلم الدوليين”. * ماذا عن المحكمة الدولية لتسوية المنازعات بلندن الانكودير ؟ “حقيقة لم انضم بعد إلى هذه المحكمة، حيث تم تنصيب الدفعة الأولى من قضاة هذه المحكمة ، فيما لازالت الدفعة الثانية، و التي من الممكن أن يتم الإعلان عنها قريبا وتفرز اسمي كقاضي درجة ج” . * صنعت لنفسك اسما في كل ولايات الوطن تقريبا، و هذا نتيجة لأرائك و أفكارك التي توصف في العديد من المرات بالمثيرة للجدل بواسطة وسائل بسيطة كالفايسبوك و كذلك إطلالاتك الإعلامية… ماذا يمكن أن يقول أنيس في هذا الموضوع ؟ “حقيقة أنا لا اصنع الجدل و لا غيره ، الحقيقة أنني إنسان واقعي و براغماتي، و أتكلم دون تصنع أو بروتوكولات، أتحدث عن المشكل كما هو و أعطي حله كما أراه أنا ، و هذا أمر قد لا يعجب الكثيرين ، المشكل أننا في الجزائر أصبحنا نتهم بعضنا البعض دون أن نستمع لكل مقاصد الأخر و هذا عيب من العيوب التي يجب أن نتخلى عنها، الدولة تبنى بتغير و تنوع الرؤى و المشاريع ، لا باتهام بعضنا البعض ، يجب أن نطور فنون التواصل و نحسن التعامل فيما بيننا، لأنه في الأول و الأخير همنا الجزائر و لا غير”. * نراك مهتم بشؤون الشباب كثيرا ، ما الذي تقترحه للشباب الجزائري الذي حتما يكون قد تأثر بتجربتك الملهمة ؟ “الشباب بالنسبة لي عماد الأمة، و للأسف في الجزائر لم يأخذ الشباب حقه في شتى المجالات ، كنت و لازلت أنادي ببطاقة وطنية للشباب المتميز في بلادنا تجسدها وزارة الشباب ، و تكون هذه البطاقية بمثابة سيرة ذاتية حقيقية تقحم من خلالها الوزارة هؤلاء الشباب في كل مستويات المسؤولية، كما ستسمح بمعرفة كفاءاتنا الوطنية المنتشرة عبر ربوع هذا الوطن ، واكتشافهم قبل أن يضيعوا من بين أيدينا و يهاجروا أو يكونوا مشاريع ناجحة في دول أخرى”. * كلمة لشباب الوطن ؟ “شبابنا أصابه حقا الملل من الوعود ، لكن فلنتفاءل خيرا في الرئيس الجديد للجمهورية، خصوصا و انه وعد بالكثير لصالح الشباب ، لذلك سننتظر ما سيفعله الرجل ثم نحاسبه، أرى أنه و بغض النظر عن كل الأمور، إلا أن المستقبل سيكون للشباب مهما طال الزمن أو قصر، و استلام المشعل يبقى مسألة وقت و ذكاء في طريقة استلامه و بطريقة سلسة، الأهم في كل هذا أنه يجب على الشباب أن يكون شرسا في اقتحام كل منابر المسؤولية في الدولة و هذا لن يتأتى سوى من خلال العمل و الكفاءة”.