أعلن البابا بنيديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، عن استقالته من منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وقال البابا البالغ من العمر 85 عاما، في اجتماع أمس ، إنه سيترك الفاتيكان نهاية الشهر الجاري. وجاء في بيانه الذي أعلن فيه عزمه الاستقالة: "بعد مراجعة ضميري أمام الله، مراراً، توصلت إلى قناعة بأن قواي، بسبب تقدمي في السن، لم تعد تسمح لي بالقيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة الكاثوليكية". وكان البابا بنيديكت قد أصبح على رأس الكنيسة الكاثوليكية في عام 2005 بعد وفاة البابا يوحنا بولص الثاني. وكان اسمه آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينغر ويبلغ من العمر 78 سنة. وقبل توليه البابوية كان عضوا في مجمع الكرادلة. وعمل أسقفا لمدينة ميونيخ قبل انتقاله إلى روما في عام 1981. ومنذ ذلك الوقت، كان أحد أقرب مستشاري البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وكان مشرفا على الهيئة التي تتولى مراقبة نقاء العقيدة على مدى 20 عاما. ونقل عن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي قوله إنه "صدم بشدة بسبب تلك الأنباء غير المتوقعة". ويقول ألن جونستون "جاء الخبر فجأة"، في روما، ولم يكن هناك أي تكهنات بشأن تلك الخطوة في الأيام الأخيرة. وقال الأب فيديريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، حتى المساعدين المقربين من البابا نفسه لم يعرفوا ماذا كان يعتزم البابا عمله، وقد أصابتهم الأنباء ب"البلبلة". وقال الأب شفيق أبو زيد رئيس مركز أرام لدراسة الحضارات السامية في جامعة أكسفورد "إن البابا بنيديكت السادس عشر يعاني من مرض القلب منذ فترة، وهذا يجعل من الصعب عليه أن يواصل مهامه رئيسا للكنيسة الكاثوليكية." وهو تولى منصبه في ظروف تعد أقسى ما واجهته الكنيسة الكاثوليكية عبر عقود، عندما كشف عن فضيحة اعتداء جنسي على أطفال اتهم فيها بعض القساوسة. وكان أحد أكبر البابوات الجدد في التاريخ عند انتخابه للمنصب. وعبر متحدث باسم الحكومة الألمانية عن تأثره بالاستقالة المفاجئة للبابا الألماني المولد. و أضاف أن "الحكومة تكن احتراما كبيرا للبابا، لما قام به من أعمال، ولما أسداه خلال سني حياته للكنيسة الكاثوليكية". و أضاف المتحدث "لقد ترك البابا بصمة شخصية باعتباره مفكرا على رأس الكنيسة، وراعيا لها كذلك". يذكر أن الاستقالات من الكرسي البابوي عبر التاريخ موجودة، لكن هذه الاستقالة ستكون الأولى من نوعها في العصر الحديث.