تعرف أشغال ترميم شارع أحمد شايب المعروف ب”شارع طنجة” ببلدية الجزائر الوسطى بطأ وتأخرا ملحوظا بفعل الحركية الكبيرة الذي تشهدها المنطقة التي بالكاد تتوقف فيها حركة الراجلين بشكل نادر، حيث بلغت نسبة أشغال إعادة تهيئة وترميم العمارات القديمة المتواجدة بالحي 50 بالمائة من الإنجاز، حسبما أفاد به مدير الوكالة العقارية لولاية الجزائر، عليم نذير. وأوضح ذات المسؤول عن مشروع تأهيل الحظيرة العقارية لمدينة الجزائر، أنه رغم “تباطؤ” وتيرة أشغال إعادة تهيئة وترميم 49 عمارة قديمة تقع بشارع طنجة العتيق بقلب الجزائر الوسطى، إلا أن ما أنجز إلى اليوم يصل إلى 50 بالمائة من مجمل العملية الخاصة التي تدخل ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لولاية الجزائر الذي اهتم بالشوارع الخلفية للعاصمة. وأرجع المتحدث أسباب هذا التباطؤ إلى “طبيعة الموقع” الذي تشتغل فيه الفرق التقنية، في مقدمتها النشاط التجاري الذي يميز هذا الشارع ناهيك عن حركة الراجلين الذي يتخذون من هذا الشارع معبرا لهم للوصول إلى شارع بن مهيدي أو الأحياء المتواجدة بأعالي القصبة. وتؤثر هذه الحركية، يضيف ذات المسؤول، على ساعات العمل للفرق المكلفة بالترميم، حيث “يضطر” العمال لتوقيف الأشغال الكبرى بحلول منتصف النهار إلى غاية الثانية زوالا ثم العودة للعمل إلى غاية الساعة 18 سا. ورغم تمكن مصالح الولاية من إخلاء بعض العمارات من سكانها لإنجاز التدخلات اللازمة، أكد مدير الوكالة العقارية بصفتها المشرفة على العملية، أنه ثمة عمارات بقيت آهلة بالعائلات ما “أجبر العمال على التدخل بشكل جزئي والتأقلم مع الوضع”. ويعتبر “شارع طنجة” من “أهم” المواقع العمرانية المعنية بعملية الترميم وإعادة التهيئة بولاية الجزائر والتي كلفت بها الوكالة العقارية، وذلك بالنظر إلى الطابع التاريخي والسياحي الذي تريد الولاية منحه لهذا الشارع العريق، يقول عليم، لهذا تجري الفرق العاملة “عملية ترميم دقيقة لإصلاح الكثير من العيوب” المسجلة على مستوى هذه البنايات. كما أشار المتحدث إلى أن عملية الترميم تتم “باستشارة دائمة لمصالح المراقبة التقنية للبناء”، حيث يتم التدخل على مستوى الجدران المدعمة والأعمدة والأوتاد والأرضيات أيضا، وذلك بإشراف تقني من ال “سي.تي.سي” حيث أعطيت تعليمات تقضي “تجنب أي مخاطرة في التدخلات المبرمجة”. وقد صنفت الخبرة التقنية للبناء “عمارتين (2) في خانة المهددة بالانهيار” تم إخلاؤها من السكان وغلقها نهائيا، إلا أنها عمارات “غير مبرمجة للتهديم”، يقول مدير الوكالة، وإنما هي معنية بالترميم بهدف “الحفاظ على تماسك البنايات التي تستند على بعضها البعض”، وبتعبير آخر فإن أي محاولة للتهديم قد تمس بهيكل البناية المجاورة “حتى وإن كانت سليمة” يقول معقبا. للإشارة، تتكفل الوكالة العقارية لمدينة الجزائر بترميم وإعادة تهيئة 1308 بناية قديمة عبر ولاية الجزائر في إطار برنامج عصرنة المدينة والمحافظة على التراث العمراني وتحسين ظروف معيشة المواطنين، أنهت العمل ب 1060 بناية لحد الآن، وقد تم تحديد آجال الانتهاء من العملية في “أحسن الظروف” على مرحلتين الأولى مع نهاية شهر مارس والثانية نهاية شهر جوان المقبل.