نيوزيلندا واحدة من الدول التي استطاعت أن تسيطر وتتغلب على انتشار الفيروس التاجي فيروس كورونا الجديد. حيث أنها شهدت أول حالتها المصابة بفيروس كورونا في ال 28 من فبراير الماضي وفي طريقتها لوقف تفشيه قبل أن تتاح له فرصة البدء داخل أراضيها. وهذا قد يرجع لفضل جهودهم والجراءات الحاسمة والمبكرة التي اتخذتها الدولة على كافة المستويات من المواطنين قبل حكومتها، واستطاعت الدولة الصغيرة التي لم يتجاوز عدد سكانها 4.8 مليون نسمة احتواء الموقف بسرعة ويبدو أن لديها فرص حقيقية لمحو أثره بالكامل من أراضيها. وخلال الفترة الماضية قد سجلت نيوزيلندا 1160 حالة مصابة ومشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، وحالة وفاة وحيدة وقد تعافى عدد كبير من الأشخاص من أعراض المرض خلال ال 24 ساعة الماضية بمعدل 65 حالة من عدد المصابين ال 54 الجدد .. وهذا يشير إلى أن تفشي المرض في معدله للانخفاض. ويعتبر مفتاح نجاح نيوزيلندا هو اعتمادها على استراتيجية بسيطة، فبقيادة رئيس وزرائها جاسيندا أرديرن في بداية شهر مارس الماضي بدأت الدولة في توجيه جميع الزوار الدوليين للعزل الذاتي 14 يوماً .. ثم في ال 19 من مارس أغلقت الدولة حدودها السياحية بالكامل أما الزائرين الأجانب والتي قد يصل عددهم ل 4 ملايين سائح سنوياً. وقرار الغلق جاء قبل أن يبدأ انتشار الفيروس محلياً وهذا قد يكون كلمة السر في تعافيها السريع من الوباء. كما أنها فرضت قرار العزل الإجتماعي داخل المنازل مبكراً في حوالي ال 23 من مارس وسهلت على المواطنين تجنب العمل من خلال دفعات إعانات متكررة من الحكومة. كما أنها تنوي الإبقاء على إجراءات العزل الإجتماعي لمدة شهر آخر على الأقل لتفادي المشهد المرعب التي تعرضت له العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وأيطاليا، وهذا قد يضع البلاد على قدم وساق لبدء إعادة فتح مجتمعها في وقت أقرب من الولاياتالمتحدة أو أوروبا.