وضع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري خلال هذا، تصورا جديدا لتجاوز الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي الحاد فيما يخص منطقة الأغوار التي طالما تسببت في فشل مباحثات سابقة، ويتركز التصور الجديد، على إشراك المملكة الأردنية كطرف ثالث في إدارة المنطقة. قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الإسرائيلية، إن كيري كثف في الأسابيع الأخيرة اتصالاته مع الحكومة الأردنية، وضغط باتجاه إشراك المملكة في القضية الأكثر تعقيدا بعد موضوع القدس، وعلى مدار أعوام طويلة من المفاوضات السياسية، ظلت إسرائيل تطرح موقفا متشددا، يستند إلى بقاء قواتها في المنطقة، لحماية أمنها من تسلل عناصر أو تهريب سلاح، وهو ما رفضه الفلسطينيون الذي يرون في الأغوار امتدادا وعمقا مهما للدولة العتيدة. ويعتقد كيري أن وجود طرف ثالث محايد، قد يسهم في حل الخلاف بين الأطراف المختلفة، وأبلغ كيري وزيرة القضاء الإسرائيلي تسيبي ليفني، المكلفة بإدارة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وإسحاق مولخو، ممثل رئيس الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهذه الأفكار، وناقشها معهم. وكانت نقطة الخلاف متركزة حول الفترة الزمنية للإدارة الثلاثية المشتركة للمنطقة، وأصرت إسرائيل على 40 عاما، وقال الفلسطينيون إنهم لا يوافقون على مدة تزيد على 3 أعوام، ولم يتضح بعد طبيعة المهمات المشتركة للأطراف الثلاثة، لكن هناك تصورا بأن يكون الوجود العسكري الفعلي على الأرض، لإسرائيل، مع وجود مقر مشترك للتنسيق الأمني يضم الأطراف الثلاثة. وقالت مصادر في الخارجية الأميركية، إن هذه الفكرة جزء من سلسلة أفكار نقلها كيري إلى الأطراف الثلاثة في إطار سعيه لإطلاق مبادرة سلام. وينتظر أن يطرح كيري مبادرته الجديدة هذا الشهر، وهي مبادرة متكاملة تدمج بين المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية. وتشكل منطقة الأغوار 26 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر أغنى مناطق الضفة بالموارد الطبيعية بما فيها آبار المياه الجوفية، وتسيطر إسرائيل على نحو 90 في المائة من هذه المنطقة وتحارب الفلسطينيين في التجمعات القليلة لهم، وتنظر إسرائيل إلى الأغوار كمحمية أمنية واقتصادية أيضا. وأكدت مصادر سياسية ، أن إسرائيل كانت تطرح في البداية استئجار الأغوار من السلطة، لفترة 99 عاما، لكن السلطة رفضت تماما حتى التفاوض حول ذلك، ثم خفضت المدة إلى 40 عاما على أن تجري بعدها مفاوضات أخرى، وكررت ذلك في اللقاءات الاستكشافية التي أجريت في المملكة الأردنية في 2012، وعادت السلطة ورفضت التخلي عن المنطقة، وهو ما أدى إلى انهيار المفاوضات آنذاك. وطالما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن جيشه سيبقى على الحدود، وفي الأغوار، ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض بالتأكيد أن السلطة لن تبني الدولة من دون الأغوار. من جانبها، هاجمت حماس مجددا خطط كيري السياسية والأمنية والاقتصادية، ووصف إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، أول أمس، محاولات كيري بفيلم محروق.