على ضوء التقرير الذي أعد ه المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان"مكتب الشلف"، نسخة منه لدى الجريدة وما جاء فيه من مواضيع فرعية متشعبة من المحور الرئيسي للتقرير،والذي يحمل عنوان " المخلفات الطبية هي كارثة تتوغل بصمت في ولاية الشلف"حيث جاء في البيان بأن معالجة الموضوع يتقصى في واقع إدارة النفايات الطبية الصحية وكيفية التخلص منها وكل ما يتعلق بهذا الجانب و أضاف البيان،بأن الهيئة العامة للأمم المتحدة أصدرت،عدة قرارات وإعلانات ركزت على العلاقة بين نوعية البيئة وتمتع الإنسان بحقوقه الأساسية. كل الهيئات تدافع عن البيئة من موارد الثروة الطبيعية كالماء،الهواء والبات ومصلحة الأجيال الحاضرة والمقبلة حيث أضحت كل الهيئات تصب مواضيعها حول البيئة والحفاظ عليها،منها المادة 25 و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،المادة 12 والحقوق الاجتماعية والثقافية للمعهد الدولي، دستور منظمة الصحة العالمية، الميثاق الإفريقي لحماية حقوق الإنسان، لوائح مؤتمر استكهولم الذي عقد سنة 1972 المتضمن المحافظة على موارد الثروة الطبيعية من ماء وهواء ونبات وحيوان وأرض لمصلحة الأجيال الحاضرة والمستقبلة، الإعلان بروكسل على احترام حق الإنسان في البيئة، لوائح مؤتمر تورنتو لسنة 1988 المتعلق بالتغير المناخ والبيئة، لوائح مؤتمر أوتاوا لسنة 1989 المتعلق بحق الإنسان في بيئة نظيفة والميثاق العالمي للطبيعة،الجمعية العامة الدورة 37 لسنة 1983، ا إعلان ريو دو جانيرو لسنة 1992 المتعلق التنمية المستدامة، الإعلان جوهانسبورغ 2002 المتعلق مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، القانون 85/01 المؤرخ 16/02/1985 المتعلق بحماية الصحة وترقيتها، القانون رقم 01-19 المؤرخ 12 /12/2001 المتعلق بالتسيير و الرقابة و القضاء على النفايات. تصنيف النفايات الطبية إلى أربعة أنواع وحسب ما جاء في نفس البيان،فإن النفايات الطبية مصنفة إلى أربعة أصناف،منها، أولا،نفايات باثولوجية أو معدية.ثانيا،نفايات خطرة.ثالثا، نفايات مشعة.رابعا نفايات عامة أخرى.كما أضاف نفس البيان بأن نسبة28 % من إجمالي مخلفات المرفق الصحيه هي خطيرة،ونسبة 72 % عبارة عن مخلفات عامة من بقايا أكل وأطعمة وعلب وورق وغيرها ناتجة عن المرضى والطاقم الطبي والعاملين بالمرفق. حرق النفيات الطبية يؤدي إلى داء السرطان وجاء في نفس البيان بأن الدراسات العلمية تؤكد، أن الاحتراق الذاتي أو العشوائي بإضرام النار في المخلفات الطبية، يعتبر مصدراً لتلوث الهواء بمركبات البنزوبايرين،الدايوكسن،البنزوفيران وجميعها من المواد المتطايرة شديدة السمية وذات طبيعة تراكمية في جسم الإنسان، ويحتمل إصابة المتعرضين لها بصفة متكررة بأنواع السرطان وفشل وظائف الأعضاء والعقم والضعف الجنسي والإجهاض المتكرر لدى النساء.. ووفقا علميا، فإن صرف بقايا المواد الكيميائية إلى شبكة المجاري العامة (الصرف الصحي) قد يؤدي لأضرار بيئية حيوية، لعدم مقدرة محطات معالجة مياه المجاري على القضاء والتخلص من تلك المواد، مؤكدة أن بعض النفايات الصيدلانية والسائلة لها آثار مدمرة للنظم البيئية الطبيعية، كبقايا المضادات الحيوية وأدوية علاج الأمراض السرطانية والتي لها المقدرة على قتل الأحياء الدقيقة الموجودة والضرورية لتلك النظم. جولة الاستطلاع للمكتب تكشف عن خلط النفايات الخطيرة مع المخلفات غير الخطيرة في جولة استطلاعية قام بها المكتب الولائي لحقوق الإنسان بالشلف،أن العديد من المرافق الصحية في الشلف، اتضح أنها غير منظمة في إدارات نفايات الرعاية الصحية وخلط النفايات الخطيرة مع المخلفات غير الخطيرة هو السائد على مستوى قاعات العلاج،العيادات،مخابر،الأطباء الأسنان، المستوصفات، الصيدليات، مختبرات الجامعات، و في بعض الأحيان المستشفيات وهو ما يعني أن خطر انتقال العدوى مرتفع جدا. النفايات الطبية تجمع داخل أكياس وتسلم إلى شاحنات النظافة وحسب نفس البيان وما جاء فيه بأنه سيتم وضع كافة النفايات الطبية في سلال أو أكياس بلاستيكية، وتجمع داخل أكياس كبيرة وتسلم إلى شحنات النظافة، باستثناء مخلفات العمليات من أعضاء بشرية والتي يتم دفنها، وحرق كافة مخلفات المريض إذا ما اكتشف أنه مصاب بمرض خطير..وأكدوا عدم وجود فرز أو طريقة آمنة في التعامل والتخلص من هذه المخلفات، وأنها تدار بطريقة عشوائية. محرقات متوفرة بالمستشفيات ولا يتم استعمالها وحسب نفس التقرير،كما علمنا بأنه توجد في كل مستشفى محرقة للمخلفات الطبية، غير أنه لا يتم تشغيلها إلا قليل من الأحيان كونها قديمة، وينبعث منها دخان كثيف.كما يؤكد المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف بان محرقة مستشفى الشرفة التي تجمع فيها النفايات الطبية للمستشفيات ( أولاد محمد- الشطية –الشرفة ) ليس لها أي قيمة للمعالجة النفايات الطبية حيث أن هذه المحرقة لا تعالج الغازات(البنزوبايرين،الدايوكسن،البنزوفيران) و خاصة الغاز القاتل المسمى وهوغاز الديوكسين الذي يصيب الإنسان بالسلطان.وبالنسبة للمخلفات الطبية السائلة، يتم تصريفها عبر شبكة المجاري العامة دون معالجة أولية، بما فيها “الدماء” الخاصة بالفحوصات والسوائل الكيميائية. حرق النفايات الطبية تهديد خطير مباشر للصحة العامة و البيئة و المياه الجوفية إن المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان يؤكد بأن الحرق تهديد خطير مباشر للصحة العامة و البيئة و المياه الجوفية و كذلك الجارية ( واد الشلف و سواحل البحر ) في ولاية الشلف !ويذكر المكتب الولائي الشلف بأن إحراق النفايات الطبية يولد كما هو معروف في الوسط العلمي حتى اليوم أكثر من 629 مركبا ساما من مركبات الديوكسين أو أشباه الديوكسين: 75 مركبا من ديبنزوديوكسين المتعدد الكلور ويشار إليها بالحروف PCDD أو CDD. 135 مركبا من ديبنزوفوران المتعدد الكلور يشار اليها بالحروف PCDF أو CDF. 75 مركبا من ديبنزوديوكسين المتعدد البروم ويشار إليها بالحروف PBDD أو BDD.. 135 مركبامن ديبنزوفوران المتعدد البروم ويشار إليها بالحروف PBDF أو BDF. 209 مركبات من بايفينيل المتعدد الكلور ويشار إليها بالحروف PCB. أما المركب المعروف بالحروف TCDD فهو الأكثر سمية (تسبباً في التسمم) ويظهر.ثاني أكسد الكربون، أنواع أكسيد النيتروجين، ثاني أكسيد الكبريت، معادن ثقيلة، جزيئات الغبار السامة، حمض الهيدروكلوريك وغيرها وكلها تنطلق في الجو. كثير من الأمراض الناجمة عن حرق النفايات الطبية أكثر من 5000 نشرة أو دراسة في العالم المتحضر ناقشت حتى اليوم الخصائص البيولوجية والسمية لمركب TCDD أو الديوكسين. وجدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان International Agency for Research on Cancer (IARC) وهي أعلى مرجع في تقييم القدرات السرطانية للمركبات الكيميائية على الإنسان انه حيث المعلومات المتعلقة بالأمراض السارية لمركّب 2,3,7,8-TCDD أن هذا المركب مسرطن (مسبب للسرطان) للإنسان، وهذا يعني أنه بناء على كل الأدلة المتوافرة لدينا في ولاية الشلف فإنه تنطبق عليه مقاييس وكالة حماية البيئة والوسط العلمي من حيث العلاقة السببية بين التعرض لهذا المركب ومخاطر السرطان. إن كل الدراسات الجادة تؤكد وجود علاقة بين التعرّض لمركبات الديوكسين وتلك المركبات المتعلقة به من جهة وتزايد حوادث الوفيات بالسرطان من جهة أخرى مما اتضحا للمكتب الولائي الشلف عن سبب و عوامل ارتفاع عدد المصابين بالسلطان على مستوى ولاية الشلف.ولقد ثُبت تأثير هذه المركبات في عدة أمراض منها على سبيل المثال: التخلخل الإنزيمي. تسمم الأعصاب. البرفيرية. تسمم الكبد. تشوّه الجنين. تأثر الغدد الصماء. تسمم جهاز المناعة. بروز مخاطر سرطانية. يضاف إلى ذلك أمراض السرطان. أمراض الشرايين القلبية. أمراض الكبد. تغير في الجينات الوراثية. خلل وظيفي في الغدة الدرقية.