استهل الدكتور سعيد شيبان، خلال محاضرة عنونها ب " الطالب والتعريب" و ألقاها بملتقى الفكر الإسلامي في الثمانينات وأعيد بثها ببرنامج "منتقيات من الملتقيات" على أمواج الإذاعة ، بالقول انه بحث عن كلمة يمكن أن يجعلها تمهيدا لحديثه المشترك حول الطالب والتعريب فنقلته الذاكرة إلى كلمة وجهها الشيخ عبد الحميد بن باديس للشعب الجزائري والأمتين العربية والإسلامية على حد سواء.وقال شيبان:" بن باديس قال بأنه درس التاريخ فوجد أن الأمم تنهض بأمرين: إما بكثرة العلم وإما بكثرة الظلم". فقال أما العلم فنحن منه فقراء وأما الظلم فنحن منه أغنياء اللهم إن قصدت به إنهاضنا فنحمدك صابرين ونشكرك مجاهدين على ما سلحتنا به من إيمان قوي جعلنا نطمئن إلى تاريخنا وتاريخ العرب مكتوب بحبر من النار وحروف من النور وتلك النار لن تنطفئ وذلك النور لن يمحى".وأضاف المحاضر:" في الحديث الذي أسداه الشيخ الإمام بن باديس يوجد العلم الذي هو سلاح لنهضة الأمم والذي ينبغي على الأمة الجزائرية بصفة خاصة أن تتجه إليه وتتجه إليه بروح أصيلة وبروح عربية".ولم يخف شيبان أن الظلم الأول الذي أفاق الأمة وبعث بها الحرية والاستقلال قد انتهى والحمد الله وبأن النهضة الثانية للنمو في الميدان الاقتصادي والثقافي تفرض الرجوع إلى الوسيلة الثانية الموجودة حاليا وهي العلم، مبرزا أن طلب العلم بالروح الباديسية لابد أن يكون باللغة الباديسية أي باللغة العربية مشيرا إلى انه أراد أن يجعل من الحديث تمهيد لمحاضرته و معتذرا سلفا على النقص الكبير الموجود فيها للمقارنة الموجودة والتي قام بها بنفسه حينما قبل المشاركة في هذا الملتقى.وأشار الدكتور سعيد شيبان إلى المحاضرات القيمة والدراسات من الطراز العالي التي تمنى المشاركة فيها لو أسعفه الحظ خاصة وان أكثر المشاركين في الملتقى يعتبرون-حسبه- تلامذة في السنة الأخيرة في المدارس الثانوية أي من بين المستعدين في المستقبل القريب بالدخول إلى الجامعة جاعلا نفسه في مكانهم.وأوضح إن هنالك أسئلة تطرح لدى الجميع تكمن في ماذا يمكن ان يفهم من التعريب في الجامعة؟ وهل وصلت بلادنا إلى حد التعريب على هذا المستوى؟ وهل يطلب من الطالب شيء جديد؟ وهل تلميذ الثانوية المعربة بصفة خاصة محكوم عليه بالإبعاد عن العلوم والفنون في بلاده؟ واذا كان ممكن الدخول والانخراط في سلك التعليم العالي لهؤلاء التلاميذ الخرجين من المدارس الثانوية المعربة هل هناك وصايا يقدمها السابقين في الإيمان والتعلم؟.وفي تعقيبه على المحاضرة، أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن من مزايا المنتقيات في الملتقيات تكمن في محاولة الكشف عن الكفاءات الجزائرية في بلادنا وهي كفاءات كانت لولا ملتقيات مثل ملتقيات الفكر الإسلامي لما اكتشف الناس أهميتها وقيمتها مضيفا إن من بين هذه القائمة الذهبية الدكتور سعيد شيبان.وأشار إلى إن من يعرفون الدكتور سعيد شيبان يعلمون انه يتميز بمجموعة من الكفاءات وتكمن في الكفاءة اللغوية باعتباره متعدد اللغات حيث يتقن العربية والفرنسية والألمانية إلى جانب الأمازيغية كما انه يتميز بتعدد الاختصاصات باعتباره طبيب البصر والبصيرة ومتخصص في الثقافة الإسلامية وفي البحث العلمي بوجه عام.وأضاف عبد الرزاق قسوم أن سعيد شيبان كان يتواجد بالملتقيات الدولية وفي الندوات الطبية واللجنة الوطنية لإعداد ملتقى الفكر الإسلامي ويسهم إسهاما طيبا في هذه القضايا ولا يزال إلى يومنا يتميز بهذه المنهجية المتنوعة والمتعددة التي تؤهله بن يقوم بمثل هذا العمل.