يرى الناقد والأكاديمي ، محمد الأمين بحري، أن جل سيناريوهات الأعمال الرمضانية التي تبث خلال هذا الموسم، تعاني من أزمة سيناريو فعلية، وأخطاء إخراجية تتمثل في إدارة الممثلين بدمج مواهب شابة قادمة من عالم السوشيل ميديا مع أسماء فنية كبيرة دون تكوينها مسبقا، كما تفتقر هذه السلسلات للهوية الجزائرية، والمشاهد لأي مسلسل جزائري لا يجد هوية الشخص الجزائري وهذا مشكل كبير حسبه، موضحا بقوله: " كل السلسلات في العالم فيها هوية وشخصية ذلك البلد، لكن في مسلسلاتنا الجزائرية لا نعرف حتى هوية الولاية التي ينتج فيها ذلك العمل وشخصية المكان غير موجودة وهذا خلل كبير أن تمحى هوية الجزائري وهوية المكان". وبهذا الخصوص،أكد بحري، في تصريح خص به يومية "الاتحاد"، أن المكان لديه أهمية كبيرة في النص من حيث هوية البلد، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن الجزائر بلد متنوع ومتعدد لكن ما يشاهده الجزائريون قد نستطيع مشاهدته في أي مكان، والعديد من الأعمال التي تبث لا يمكن للمشاهد أن يعرف في أي ولاية أو مدينة تجرى فيها هذه الأحداث ، وبالتالي عندما يمحى المكان تمحى الهوية، مؤكدا أن جل الأعمال المقدمة للمشاهد الجزائري لا تعكس هويته. جل سيناريوهات أعمال هذا الموسم هي عبارة عن تكرار للمكرر أو استنساخ وفي سياق آخر، قال محدثنا أن جل سيناريوهات الأعمال التلفزيونية لهذا الموسم هي عبارة عن تكرار للمكرر و لم تستطع أن تتعدى الموسم الثاني ، موضحا أن السيناريوهات المكتوبة كان اغلبها استمرار للموسم السابق، بالحديث عن الأعمال التي هي الآن في موسمها الثاني والثالث، حيث حدثت فيها اختلافات قليلة جدا عن الموسم الماضي، كما هو الحال في مسلسل "بنت البلاد"، مضيفا أنه رغم أن بعض الأعمال غيّر فيها كاتب السيناريو لكن هذا الأخير بقي هو نفسه، وحتى الشخصيات بقيت في لعب نفس الأدوار كمسلسل "يما"، وحتى سلسة "دقيوس ومقيوس" رجعت لموسمها الأول والثاني رغم انه الموسم الماضي تغيرت فيه كتابة السيناريو وتغير كذلك الإنتاج والإخراج وحتى الممثلين. وأردف محمد الأمين بحري يقول:" وبالتالي أرى بان الأعمال الرماضانية تعاني من أزمة سيناريو فعلية، حتى بابور اللوح يغلب عليه الاستنساخ من مسلسل "أولاد الحلال"، ولا يوجد تغيير كبير ، أيضا سيتكوم "الحاج لخضر"، هو نفسه برنامج "عمارة الحاج لخضر "، فهذه الأعمال لم تخرج من النمط الأول المألوف ، ولا عمل تمكن من أن ينجح في إيجاد ذلك الكسر الدرامي في الأحداث أو في الخط الدرامي الذي يقدم موسم ثاني أو موسم ثالث، ولم نفهم بعد على مستوى الكتابة السيناريستية مفهوم المواسم، أين نقدم ذلك التحول من الموسم الأول إلى موسم ثاني وثالث". فيما أشار محدثنا إلى نقطة أخرى أيضا، وهي أن السيناريوهات تغلب عليها المحاكاة، وضرب مثال بمسلسل "يما" الذي يحاكي سلسلة "الكازا دي البابال" قليلا في الشكل لكن المضمون لم يستطع ذلك ، وبنت الحلال أيضا تحاكي مسلسل تركي "الزوجة الجديدة"، حسبه. يجب تكوين القادمين من "السوشيل ميديا" قبل دمجهم مع الممثلين الكبار
وأضاف الناقد بحري، أن هناك أزمات كبيرة وقعت فيها الأعمال الرمضانية من ناحية الإخراج، موضحا أن الأخطاء الإخراجية تتمركز في إدماج وإدارة الممثلين، فلما يأتى حسبه بممثل من عالم "السوشيل ميديا" كالتيك توك والانستغرام، لا يمكن دمجه مع الممثلين المكونين والأسماء الكبيرة في عالم التمثيل، مشيرا إلى أن بعض المخرجين يظنون أن ظهور الممثل الشاب على شاشة الهاتف نفسه كما يظهر على شاشة الكاميرا وهذا خطأ وإشكال كبير. وفي ذات السياق، أكد محدثنا على ضرورة تكوين هؤلاء الشباب القادمين من السوشيل ميديا قبل دمجهم في أعمال تلفزيونية مع ممثلين كبار لأن هذا إلى جانب ضعف السيناريو قد يؤثر سلبا أيضا على أداء أسماء فنية كبيرة ، وهو ما حدث فعلا في بعض الأعمال، مبرزا بقوله "نجد أسماء كبيرة كسيد احمد أقومي، ومليكة بلباي، والعمري كعوان، مصطفى هيمون، لما يأتيهم سيناريو ضعيف إلى جانب عدم انسجامهم مع هؤلاء الشباب الغير مكونين، سيضعف أداءهم ودورهم في العمل الفني ولا يستطيعوا تقديم كل طاقتهم في العمل وبالتالي يظهرون بشكل هزيل أمام المشاهد الجزائري".