يبدو أن شهر رمضان الكريم هذه السنة لم يخلو من "الحملات التضامنية" التي يهب الجزائريون للقيام بها لمساعدة عابري السبيل والفقراء والمعوزين في صور تجسد معاني التضامن والتآزر، ويشرف على الحملات التضامنية فئات من مختلف الأعمار ، في حين برز دور المجتمع المدني بقوة خلال الشهر الفضيل حيث تجندت الجمعيات الخيرية لمساعدة المعوزين والفئات الهشة. ويرى ،جلول حجيمي- إمام ورئيس نقابة- أن" الجزائري كثير التضامن في حالات الشدة فهو يؤثر الآخرين عن نفسه ويظهر في الأزمات أكثر وفي رمضان"، حيث تحدث عن الهبات التضامنية للجزائريين رغم ما مروا به من أزمات وغلاء وغيرها، ويعتقد حجيمي أن الجانب الديني له أثر كبير على سلوكيات الجزائريين حين قال" الوازع الديني يدفع بأفراد المجتمع والمؤسسات والجمعيات للتضامن والتآزر والتعاون في السر والعلن لرفع الغبن وأخذ الأجر". وقال حجيمي في تصريح ل"الاتحاد" إن" الاطعام يتوفر في كل أرجاء الوطن"، مشيرا إلى موائد عابري عبر الطرقات ومطاعم الرحمة وغيرها، كما عرج للحديث عن الوجبات التي يتم إرسالها للبيوت والموجهة للعائلات المعوزة ، في صور أخوية تضامنية. وفي سياق ذي صلة تم أول أمس، بالجزائر العاصمة، الإطلاق الرسمي للحملة الوطنية تضامن رمضان برنامج " بنك الاطعام الجزائري " والتي تهدف إلى تقديم العون والمساعدات للعائلات المعوزة خلال شهر رمضان الكريم وقد أشرف على الإنطلاق الرسمي لهذه الحملة التي نظمتها جمعية (سيدرا) رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم. وتسعى هذه الحملة التي تدخل في إطار متابعة ومرافقة العمليات التضامنية والجمعيات الناشطة خلال شهر رمضان إلى تقديم "يد العون للعائلات المحتاجة والفقيرة " وذلك عن طريق " توزيع طرود غذائية وتبرعات مالية ". وأشاد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني في تصريح للصحافة بمثل هذه المبادرات التضامنية لاسيما خلال الشهر الفضيل، مبرزا ان "التضامن والتآزر هما من سمات المجتمع الجزائري". وأوضح بن براهم أن الحملة الوطنية تضامن رمضان برنامج " بنك الاطعام الجزائري"، "أثبتت مرة أخرى وجود تعبية وتجند كبير لشباب الأحياء الشعبية تطوعا لإنجاح أي عمل تضامني" ، كما حيا بن براهم " دعم السلطات المحلية والقطاع الاقتصادي العمومي والخاص " لهذه المبادرة التضامنية ، مشددا على ضرورة "التزام الجمعيات والشباب المتطوع المجند للعمل في هذه المبادرة بحفظ كرامة المستفيدين ومراعاة أخلاقيات العمل التضامني".
"مطاعم الرحمة"
هذا وتعد "مطاعم الرحمة" ملاذا لعابري السبيل والمحتاجين والمعوزين في رمضان، وتعتبر من أبرز مظاهر وتجليات التكافل الاجتماعي الذي دأبت على تنظيمها الجمعيات الخيرية، وتعكف مطاعم الرحمة خلال الشهر الفضيل على تقديم وجبات ساخنة لعابري السبيل إضافة إلى أخرى محمولة للعائلات من ذوي الدخل المحدود ومستعملي الطريق، وذلك بمشاركة أعضاء الجمعيات الخيرية والشباب المتطوعين وبدعم من رجال الأعمال والتجار والخيريين.
…وللهلال الأحمر دور محوري
ويتجند أبناء الهلال الأحمر الجزائري على جميع المستويات خاصة خلال الشهر الفضيل، حيث يقوم بهبات تضامنية من خلال قوافله الموجهة للولايات سيما بالجنوب ومناطق الظل، أين ينصب موائده الرمضانية لاستقبال المسافرين وتوزيع وجبات الإطعام عليهم، كما يقوم بتقديم طرود غذائية للعائلات المعوزة.