الجميع ربما يتذكر مرحلة مرض الرئيس بوتفليقة و نقله إلى فرنسا للعلاج، و كيف كانت الساحة السياسية تعاني من الجمود و الصمت الرهيب و لا أحد وقتها كان يطمئن الشعب الجزائري بأخبار و معلومات دقيقة عن حالة الرئيس.باستثناء الوزير الأول عبد المالك سلال وعدد محدود من الشخصيات التي كانت تتكلم هنا وهناك عن تقارير الأطباء المحاطة بالسرية، وكل التصريحات قالت أن الرئيس سيعود قريبا من غير أن يحدد التاريخ الصحيح.لكن الملفت أكثر أن معظم السياسيين كانوا يُخططون لما بعد بوتفليقة بما فيهم "الشياتين" و مساندي برنامج الرئيس بوتفليقة و الذين يهتمون ببرنامجه و يسعون إلى إنجاحه أكثر من بوتفليقة نفسه، و في الوقت الذي غاب بوتفليقة بسبب المرض لم نسمع أن أولئك الأشخاص واصلوا مهام إنجاح برنامج "فخامته" و السهر على تطبيق تعليمات بوتفليقة و الحكومة معا.في الحقيقة في عالمنا هذا من المؤكد أن نعثر على موالين أو بالأحرى "شياتين جدا" و معارضين بشدة للرؤساء و الملوك و الحكومات أيضا، و الشيء الجديد و الغريب في نفس الوقت عندنا في الجزائر أن فيه بعض الشخصيات يطبّلون و يزمّرون للحاكم إلى درجة ملل المعني و تمنيه أن يتوقف أصحاب "الشيتة" عن مهامهم بعد أن صار منزعجا من تصرفاتهم التي نكاد نجزم هنا أنها غير مطابقة تماما لقناعاتهم و آرائهم الباطنية.أصبح من الواضح الآن أن جميع الأحزاب بما فيها "المجهرية" تسعى لتزكية الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة و خامسة..و..، والهدف مشترك بين هؤلاء الأصناف من الناس وهو السعي وراء كسب رضا بوتفليقة، والخوف أيضا على مناصبهم المهددة بالزوال في حال ممارسة المعارضة أو انتقاد برنامج "فخامته".