قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إن الجزائر دفعت الثمن غاليا لاحتضانها إعلان دولة فلسطين من على أراضيها.وأوضح سعداني، أول أمس، لدى استقباله وفدا فلسطينيا بمقر الحزب بقيادة الدكتور واصل أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن فلسطين رمز وقضية قومية ينبغي الدفاع عنها للوصول إلى أهدافها.وأكد أن فلسطين لا تسترجع إلا بالكفاح وأن هذه المفاوضات عبارة عن أسبرين لتهدئة الرأي العام الفلسطيني وتمرير قضايا أخرى عبر المنطقة، في الوقت الذي لا يمكن فيه حل القضية من طرف الأمريكان الذين لن يجودوا بأي خير على الشعب الفلسطيني.وضرب سعداني مثالا بالشعب الجزائري الذي خاض كفاحا مسلحا طيلة 132 سنة ولم يكل جيل بعد جيل حتى حصل على استقلاله، ولم يتعامل مع المحتل ولم يفاوض حول الأرض، كذلك هو الحال بالنسبة للفلسطينيين إذا ناضلوا وكافحوا مثلما فعل الجزائريون سيصلون مهما كانت التضحيات أما إذا ساوموا على فلسطين فلن يحصلوا على شيء – يقول سعداني-.وأسهب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في الحديث عن الشأن الفلسطيني الداخلي بقوله: إن الفلسطينيين أحرار في إتباع النهج الذي يرونه مناسبا لبلوغ أهدافهم، وعبر عن أسفه لعدم وحدة الصف الفلسطيني بما يجعل الجزائر في حيرة لمن تقدم المساعدات، هل للضفة أم للقطاع، مع العلم أن الجزائر لم تتحيز إلى أي فصيل بل عمدت لتوحيد الصف بكل الوسائل المتاحة.دعا سعداني، جميع الفصائل الفلسطينية إلى توحيد الصفوف لكسب معركة المفاوضات التي تخوضها القيادة الفلسطينية، وبالمقابل أشار إلى موقف الأفلان الرافض لأي تنازلات حول القضية، حيث أكد أنه مهما كانت الظروف لا يجب التفريط في أي شبر من أرض فلسطين بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.وقال الأمين العام للأفلان، إن حل المشكلة مرتبط كذلك بتوحيد الفصائل الفلسطينية التي يجب أن تدعم بدورها أبو مازن الذي يقود المفاوضات، خاصة وأن هنالك بوادر بإمكانها أن تدعم الموقف الفلسطيني خلال المفاوضات، على غرار تغير موازين القوة بالمنطقة مع دخول إيران النادي النووي وتعنت نظام الأسد، وغيرها من المعطيات التي تعزز الموقع الفلسطيني على الساحة السياسية، مذكرا بحلم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي كان متمسكا بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين، القدس عربية -يقول سعداني- وغير قابلة للتقسيم ونحن متضامنون مع فلسطين لأن القدس هي قبلتنا، وعليه فحذار من المؤامرة التي تحاك ضد القدس.من جهته أكد، أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، أن كل الفصائل الفلسطينية تعتبر التجربة الجزائرية مثال يحتذى به، معتبرا التجربة الجزائرية بمثابة القوة التي تدفع بالفلسطينيين على اختلاف فصائلهم إلى الأمام من أجل استعادة حريتهم، قائلا "نحن كجبهة ضد أي مسار تفاوضي لان المفاوضات الجارية لن توصل إلى شيء، وبالرغم من أن فلسطين تتعرض لضغوط كبيرة، إلا أننا لن نتنازل عن ثوابتنا، فنحن متمسكون بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس".وفي رده على سؤال خاص بنتائج التحقيق في وفاة الرئيس الراحل عرفات، أوضح ابو يوسف، أن ما حدث هو تسميم للرئيس ياسر عرفات من طرف إسرائيل واعتبر أن التقرير الفرنسي الذي حاول الابتعاد عن كافة الحقائق المتصلة بوفاة واغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي قضى أيامه الأخيرة في المستشفيات الفرنسية، مما يستدعي من كافة الأطراف المعنية بما فيها جامعة الدول العربية بالتحرك لتشكيل محكمة دولية خاصة للوقوف على حقائق اغتيال عرفات ولإحقاق العدالة ضد مجرمي الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف.