هل ما يجري في الآفلان صورة عن ما يجري بالبلاد ؟ وهل الطعن في القيادة الحالية مجرد كسب وقت وتوجيه أنظار ؟ وماذا يريد جناح بلعياط من خلال معارضته للقيادة الحالية والطعن فيها ؟ ومتى ستحل الأزمة نهائيا وهل سيكون هناك خليفة لسعداني كما تهدد التقويمية ؟. معروف أن الحزب العتيد يعيش من أزماته الداخلية لكن ماحدث بعد سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم أمر عادي متعودُُُ عليه في البيت العتيد لكن الأمر الغير عادي هو أزمة جانفي الفارط التي طالت في أروقة بيته إذ لم يكن انتخاب سعداني المحطة الأخيرة في أزمة الحزب العتيد ولم تستطع دورة الأوراسي المنعقدة بتاريخ 29 أوت الماضي وانتخاب أعضاء المكتب السياسي يوم 16 نوفمبر أن تخرجه إلى بر الأمان وتكون مفصلية في مساره. خليفة عبد العزيز بلخادم، سعداني صنع الحدث بتصريحاته الملغمة وأثارت حفيظة الكثيرين واعتُبر على أنه من أشد المساندين باستماتة وشراسة للرابعة وتعديل الدستور قبل الرئاسيات، لكن ذلك لم يعد ممكن بعد أن أسقطه مجلس الوزراء الأخير ولقي الرجل معارضة الكثيرين، خصوصا الجناح المضاد له بقيادة منسق المكتب السياسي السابق بلعياط فرغم أن انتخاب سعداني مر عليه 5 أشهر على رأس الحزب إلى أن الحركة التقويمية تصر على انتخاب أمين جديد على رأس الآفلان معتبرة أن المنصب لا يزال شاغرا رافضة رمي المنشفة وتطعن في أحقية القيادة الحالية، ويصر هؤلاء على الشروع في التحضير العملي لاستدعاء الدورة الشرعية للجنة المركزية، وفقا لما هو مكرس في النصوص الأساسية للحزب وقوانين الجمهورية معتبرين أن الأمر الواقع مبني على انتهاك الشرعية والمبادئ والقيم والأخلاق، وأنهم سيواصلون العمل بلا هوادة لإحباط المؤامرة التي تم تدبيرها ضد الحزب واللجنة المركزية في "مسرحية لقاء الأوراسي 29 أوت 2013، والتي تم من خلالها السطو على منصب الأمين العام للحزب بطرق المغالطة لقهر صمود أعضاء القيادة ومصادرة إرادتهم وترسيخ ما وصفوه ب "مغامرة انتحال صفة الأمين العام". وفي هذا السياق قال قاسة عيسى إن المناهضين لسعداني يحضرون لعقد لجنة مركزية لانتخاب أمين عام مشيرا إلى أن الإتصالات والمشاورات مع الرافضين للأمر الواقع جارية وأضاف في اتصاله مع "الاتحاد" أن بلعياط سيقوم نهاية الأسبوع بعقد دورات لمحافظات الشرق للتحضير، وبخصوص سؤالنا حول امكانية الإطاحة بسعداني قال إن الحركة ليست انقلابية بل تسعى لاسترجاع الشرعية المغتصبة وفق القانون الداخلي للحزب.