لاتزال أزيد من 32عائلة قاطنة بحي قصاب الفوضوي التابع إداريا لبلدية القبة، تعيش ظروفا اجتماعية مزرية ببيوت قصديرية لم تعد صالحة لإيواء البشر، بالرغم من النداءات المتكررة التي أطلقوها في عديد من المرات للجهات الوصية من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة، إلا أن مطلبهم لم يجد سوى الوعود التي لم تجسد على أرض الواقع.جدد قاطنو حي قصاب القصديري مناشدتهم للسلطات المعنية وعلى رأسها والي العاصمة بخصوص ترحيلهم إلى سكنات لائقة خاصة وأن البيوت التي يقطنوها منذ 1977 لم تعد صالحة للسكن بسبب الاهتراء والتدهور الذي آلت إليه بفعل العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية التي مرت عليها الأمر الذي بات يستدعي التدخل والتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة وذلك في إطار عملية إعادة الإسكان التي ستشهدها العاصمة في أقرب الآجال، وقال سكان الحي في حديث مع "الاتحاد" أنهم معنيون بإحصاء 2007 ولهم الأولوية في الترحيل، معبرين عن استيائها تجاه الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها لأزيد من 36سنة في بيوت لم تعد صالحة للإيواء، يحدث هذا في ظل سياسة الصمت واللامبالاة المنتهجة من قبل السلطات الوصية، على الرغم من الشكاوي العديدة والنداءات التي أطلقوها في عدة مناسبات من أجل تغبير واقعهم الاجتماعي المزري الذي يعيشونه وسط غياب أبسط ضروريات الحياة من ماء، غاز وكهرباء، إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود، وقالت إحدى قاطنات الحي إنهم يعيشون وسط خوف ورعب دائمين مخافة سقوط البيوت التي يقطنوها فوق رؤوسهم في أي لحظة بسبب التصدعات البليغة التي أصيبت بها بفعل العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية، حيث بات قاطنو الحي يواجهون خطرا حقيقيا بسبب التدهور الرهيب الذي تعرفه البيوت، فيما أضافت سيدة أخرى أنهم أصيبوا بالعديد من الأمراض الصدرية والحساسية نتيجة الرطوبة التي باتت تهددهم كل موسم شتاء، ناهيك عن الحرارة الشديدة التي يعانون منها في فصل الصيف خاصة وأن أقبية البنايات عبارة عن صفيح، ضف إلى انعدام الغاز الطبيعي الأمر الذي جعلهم في رحلة بحث دائمة عن قارورة غاز البوتان، وغياب الماء الصالح للشرب ما جعلهم يعتمدون على نقل الماء الصالح للشرب بواسطة الصهاريج ما كلفهم مصاريف إضافية لنقلها الأمر الذي أتعبهم كثيرا ناهيك عن تزودهم بالكهرباء بطريقة عشوائية و وضعية الطرقات المتدهورة، وقال السكان في هذا الصدد إنهم راسلوا السلطات المحلية في عدة مرات، إلا أن هذه الأخيرة لم تبدي أي اهتمام بالمعاناة التي يعيشونها، واضعين كل أملهم في عملية إعادة الإسكان المرتقبة بالعاصمة والتي من شأنها أن تخلصهم من جحيم القصدير التي دام طويلا.وكان والي العاصمة عبد القادر زوخ قد قال في تصريحات سابقة إنه واعي كل الوعي بالوضعية المزرية التي يعيشها سكان البيوت القصديرية، وهو يسعى جاهدا من أجل توفير المعيشة الكريمة لهم مشيرا أن الدولة الجزائرية وفرت كافة الإمكانيات من أجل إنجاح مشروع القضاء على البنايات الهشة والغير اللائقة بالعاصمة وترحيل قاطنيها إلى بيوت لائقة تضمن لهم العيش الكريم بما فيها سكان القصدير والبيوت المهددة بالانهيار وسكان الأقبية بالإضافة إلى قاطنو الشاليهات.