تحتضن مدينة غرناطة حتى نهاية مارس القادم معرضا يندرج ضمن أنشطة الاحتفال بالألفية الأولى لتأسيس مملكة غرناطة (1013-2013). ويسعى هذا المعرض للتعريف بالإنجازات التي تحققت في الأندلس بالفترة بين القرنين 11 و15 وبنفائس التراث وروعة الفن الأندلسي. تبرز مقتنيات المعرض التطور الذي شهدته تلك الفترة في مجالات الفنون والعلوم والثقافة، والتي كانت فيها مدينة غرناطة بمثابة "آخر معاقل الغرب الإسلامي" بأراضي شبه الجزيرة الأيبيرية.كما أقيم المعرض بقصر الإمبراطور "كارلوس الخامس" المندرج في إطار المجمع الأثري لقصر الحمراء وحدائق جنة العريف، وقد اختير قصر الحمراء الأثري لاستضافة هذا الحدث ليتحول المجمع بأكمله إلى الحاضنة والقطعة النفيسة في الوقت ذاته بالمعرض، فهو نقطة البداية في الزيارة و"القاعة السابعة والأخيرة من المعرض" للراغبين في إجراء جولة واسعة للتعرف على جماليات فن وتاريخ وثقافة الأندلس وغرناطة، وفقا لمنظمي المعرض.وأما قاعات المعرض الست الأولى فقد خصصت كل منها لشرح موضوع محدد تؤكده كبرهان ناصع القطع المعروضة في كل منها، فالقاعة الأولى تقدم نظرة للمستوى الفني العالي الذي بلغه الأندلسيون في صناعاتهم الحرفية، والثانية عن المجتمعات والثقافات التي عاشت على الأراضي الأندلسية من خلال قطع استعملتها تلك المجتمعات في حياتها اليومية، والثالثة خُصصت لمدينة غرناطة الأندلسية وتطورها عبر العصور.وأما القاعة الرابعة المسماة "ديوان الفنون" فتوضح تطور الفن الأندلسي على مختلف المواد، مثل النسيج والخزف والمعادن وغيرها، وتمازج الفنون في الأندلس نتيجة لتمازج المجتمعات وتعايش الأديان فيها والأثر الكبير للفن الإسلامي.في حين تضم القاعة الخامسة وثائق عربية غرناطية تاريخية لا تقدر بثمن، وتقدم القاعة السادسة المسماة "سُلطة الحمراء" شرحا لأثر هذا القصر الغرناطي البديع على فنون وثقافة الغرب منذ استيلاء الملوك الكاثوليك على المدينة عام 1492 وحتى يومنا هذا.في حين أن رؤية كل هذه الروائع جنبا إلى جنب يكاد يكون من قبيل المعجزة، بالإضافة إلى وجودها داخل قصور الحمراء التي فُتحت بهذا المعرض أجنحة منها للجمهور تكون مغلقة في العادة أمام الزائرين.