أوضح شهود عيان من مدينة القائم بمحافظة الأنبار على الحدود العراقية السورية إن المسلحين سيطروا على عدد من البلدات التابعة للمدينة بعد ساعات من سيطرتهم على مدينة تلعفر. وفي الوقت الذي يستمر فيه تدفق المئات استجابة لنداء مرجعيات شيعية، دخلت سفينة أميركية مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية .سيطر مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومن العشائر، مساء أمس ا على مدينة تلعفر بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية والمليشيات ، حيث قالت مصادر في مدينة تلعفر غربي الموصل إن المسلحين بسطوا سيطرتهم على كامل المدينة الليلة الماضية، وذلك بعد انسحاب القوات الحكومية ومسلحي جماعة عصائب أهل الحق إثر اشتباكات عنيفة سقط خلالها عشرة قتلى و43 مصابا، بحسب مصادر أمنية، في حين أن المدينة تشهد حاليا موجة نزوح جماعية، وأن نحو ألف عائلة فرت منها. وقد عثر على نحو سبعين جثة لسجناء أعدمتهم القوات الحكومية قبل انسحابها، كما سيطر المسلحون على المدينة التي تقطنها أغلبية من التركمان الشيعة، وستكون أول منطقة تقطنها أغلبية شيعية تخضع لهيمنة المسلحين، حيث اتهم سكان مناطق سنية داخل تلعفر الشرطة وقوات الجيش بإطلاق قذائف هاون على أحيائهم، مما دفع المسلحين المتمركزين خارج البلدة إلى التدخل، وأما في تكريت بث ناشطون صورا أخرى لمقر الفرقة الرابعة للمشاة التابعة للجيش العراقي بعد سيطرة المسلحين عليه، في حين تظهر الصور مقر الفرقة الذي غادره الضباط على عجل بعد هجوم المسلحين، وقد ترك الضباط والجنود بطاقات هوياتهم العسكرية في مقر الفرقة عند مغادرتهم حتى لا يعرفهم المسلحون إن صادفوهم، ومن جهتها بثت قنوات تلفزة عراقية صورا لجنود عراقيين فروا من مدينة الموصل إلى مدينة كركوك يروون شهادتهم عن أسباب انهيار الجيش العراقي في الموصل، ومن جانبه قال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن القوات الحكومية قتلت 56 مسلحا في عمليات مختلفة في أطراف المدينة. وطالب معن في مؤتمر صحفي ببغدادالعراقيين بعدم تصديق ما وصفها بالإشاعات التي تبثها بعض المحطات الإعلامية، حيث كان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد خلال لقائه ضباط الفرقة 17 للجيش العراقي إنه سيطهر البلاد ممن سماهم السياسيين والضباط الخونة، واصفا ما حدث في نينوى بأنها مؤامرة وراءها دول عربية لم يسمها، وقال إن لها أهدافا شريرة في العراق. وأما من جانب آخر يستمر في عدد من المدن العراقية تدفق عشرات للتطوّع في صفوف الجيش العراقي، ففي العاصمة بغداد تجمع المتطوعون في مركز قيادة الشرطة. وقال أحد الضباط المسؤولين عن التجنيد إن المتطوعين زُوّدوا بالعتاد المناسب ونقلوا إلى مدرسة القتال، تمهيداً للمشاركة في المعارك إلى جانب الجيش العراقي. وقال عدد من المتطوعين إنهم جاؤوا تلبية لنداء المرجعية الدينية الشيعية.ومن جانبه قال أحد كبار مساعدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن الأخير أمر بإقامة استعراض عسكري لمليشياته في عدد من المحافظاتالعراقية، حيث يستمر توافد آلاف من الشيعة خاصة في المحافظات الجنوبية، للتطوع للقتال في المناطق التي تشهد عمليات مسلحة. وأقامت السلطات العراقية لهذا الغرض مراكز تطوع في مناطق مختلفة من المحافظات الجنوبية، وكان المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني أفتى بما سماه الجهاد الكفائي، داعيا الشباب إلى التطوع لمؤازرة القوات الحكومية في قتالها الجماعات المسلحة, خاصة في المدن التي انسحبت منها قوات الجيش العراقي. وفي المقابل اتهم رئيس مجلس علماء العراق وعضو الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي الشيخ محمود عبد العزيز العاني الحكومة العراقية بإطلاق يد "المليشيات الطائفية" لاستهداف من سماهم العراقيين الآمنين. كما اتهم العاني الجيش بارتكاب فظائع وعمليات إعدام جماعية في مدينة سامراء قال إنها شملت 14 شخصا. واما من ناحية أخرى دخلت السفينة الأميركية ميسا فيردي مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية لدعم أي نشاط أميركي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة المسلحين، حيث تنضم السفينة إلى حاملة الطائرات جورج أتش دبليو بوش التي أمرتها وزارة الدفاع الأميركية بأن تتحرك إلى الخليج. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال إنه يدرس إجراء عسكريا، لكنه لم يذهب إلى حد القول بإرسال قوات أميركية إلى العراق لمساعدة جهود الحكومة العراقية وقف تقدم المسلحين.