"ارم العظم يسكت الفم" من المعلوم أن العيدين الكبيرين للمسلمين، يأتيان بعد عبادتين أساسيّتين، هما صوم شهر رمضان المبارك، وأداء مناسك الحج، وبعد انقضاء نحو 70 يوما على عيد الفطر احتفالا بصيام شهر رمضان يصادف عيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة؛ حيث يحتفل العالم الإسلامي كله بهذه المناسبة.. بينما ينهي الحجيج مناسكهم في الثاني عشر من ذي الحجة، بعد قضاء ذروة تلك المناسك في اليوم التاسع منه بوقوفهم في جبل عرفات، ويحتفل العالم الإسلامي تضامنا مع ذلك الوقوف الشريف ويضحون،بتقديم الهدي تأسيا بسيدنا إبراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لطلب الله تعالى الذي افتدى إسماعيل بكبش ذبح لوجه الله، حيث تعرض أبو الأنبياء إبراهيم الخليلعليه السلام لامتحان إلهي، حينما رأى في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل: "إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين" الصافات:102، وهذا ما يؤكد ثبات الإيمان واليقين في قلب إبراهيم لمشيئة الله تعالى، وكيف أن اللّطف والرحمة الإلهية تعمّ الإنسان حتى وهو في أصعب البلاءات والامتحانات، ليخرج منها واثقا بربه، قويا بإيمانه، ممارسا لهذا الإيمان سلوكا حيا وفاعلا، وها نحن اليوم على بعد أيام قليلة لاستقبال عيد الأضحى المبارك، نحاول عدم التخلي عن هذه السنة، بالرغم من من التجاوزات في بيع الاغنام التي لا تخلو من التلاعب بالأسعار وممارسة الغش والتدليس.... تحقيق: ي. مغراوي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق المواشي هذه الأيام إقبالا كبيرا من المتسوقين لشراء أضحية العيد.. وفي المقابل يستغل بعض التجار الفرصة لإشعال أسعار الأغنام في تشهد بشكل جنوني مع قرب عيد الأضحى المبارك الذي سيصادف السبت المقبل، فيما يتوقع تجار أن يزداد هذا الارتفاع كلما اقترب العيد لتبلغ أرقاما فلكية غير معتادة وهو سيناريو يتكرر في مثل هذه الأيام من كل عام.. وعلى هذا قامت الاتحاد بجولة في سوق الغنم، واستطلعت آراء زبائنه من المواطنين، كما كانت لها وقفة مع تجار الأغنام، فكانت الشكوى من ارتفاع الأسعار يئن منها الفريقان معا، غير أن المستهلك في النهاية هو الذي سيدفع ثمن خروف العيد، وسيتكبد لهيب الأسعار.. والتزامه باتباع السنة المطهرة هو الذي أجبره على ذلك، وهو الذي أسال لعاب البعض للجشع والاحتكار والغش والتلاعب في البيعة خلال هذه الأيام المباركة، حسب رأي الزبائن، والذين دعوا وزارة التجارة إلى اتخاذ إجراءات حازمة تحول دون حدوث هذه التلاعبات المشينة، فإلى تفاصيل هذا التحقيق: لم تكفهم الأسعار الملتهبة فلجؤوا لحيل التسمين يرى سهيل رب عائلة أن الأسعار جنونية، فبعد أن وصلت إلى 40.000 دينارا قبل فترة، وصلت اليوم إلى 60.000 فما أكثر واتهم التجار برفع الأسعار واستغلال حاجة الناس في هذا الموسم إلى الأضحية. وأشار أنه بات من الضروري أن تكون هناك رقابة وتحديد أسعار تبعا للوزن والحجم والنوع، وقال: لا مشكلة في ارتفاع الأسعار ولكن ضمن حدود معقولة، وأضاف ان المتجول في سوق الاغنام يتلمس غياب الرقابة على الأسعار مع غياب شبه تام لأجهزة مكافحة الغش التجاري حيث يعج السوق بكثير من الباعة ممن يخدعون الشاري قليل الخبرة ويبيعونه خروفا مغشوشا، حيث يقوم الباعة بتسمين الأغنام بواسطة الملح، أو يتم تجويع الكبش يومين الى ثلاثة ايام ولا يعطيهم الا ماء فقط وقليل من الخبز والبرسم، ليتفاجأ الزبون بأن الخروف جيد ومتين وهو للأسف منتفخ بكثرة شرب الماء. قبل العيد مليح وبعد العيد قبيح فيما قال امحند أنه مع اقتراب العيد يزداد الطلب على الاضاحي وبأي سعر وربما يرضخ المواطن لذلك نظرا الى حاجته للاضحية برغم الزيادة غير المعقولة في الاسعار، ما يجعله عرصة للغش وهذا كان حالي العام الفارط حيث بعد الحاح واصرار كبير من قبل أولادي ذهبت لشراء الأضحية قبل يوم من العيد فباعني أحدهم كبشا سمينا ومليحا ب 33.000 دج بهرني السعر فاعتقدت أنني قمت بصفقة مغرية، ولكن يوم العيد وبعد الذبح تبين أن الكبش كان يعاني من شق كبير في البطن وبما أن صوفه غزير لم ألحظ ذلك كما أن الكبد والرئة مريض، ناهيك عن الانتفاخ الذي كان يعاني منه بسبب أدوية ما كان البائع يدسها له في طعامه ليظهره بمنظر يبهر المشتري. ينسبون لنا الاشاعات لاطاحة الأسعار من جهته، يرى يوسف أحد مربي الأغنام، أن الارتفاع عالمي وليس في الجزائر فقط، مشيرا إلى أن الأسعار لم ترتفع في موسم عيد الأضحى أكثر من 90.000 دينارا للخرفان الكبيرة، كما أكد أنه لا يوجد زيادة في الأسعار عما كان في السنة الماضية، مرجعا ارتفاع الأسعار خلال هذه الأيام إلى أنها أيام موسم، وعن قضية الغش في المواشي نفى البائع كل الكلام واعتبرها إشاعات تسيء بسمعة التجار وذلك لاطاحة سعر الماشية ليس إلا وأن الدوية والعقاقير التي يتداول أنها تعطى للمواشي لا تؤثر في الحيوان كما تؤثر في الانسان. "الجص" مادة كاوية تستعمل لتسمين مغشوش.. دلفنا بالموضوع على مكتب البيطري سي وعلي عبد الهادي والذي أكد لأنه عاين عددا كبيرا من الماشية وتبين له أنها تعاني من إضافات كيميائية خطيرة في المواد الاستهلاكية من الشعير والعلف والخبز من بينها مادة الجص أي الجبس الذي يستخدم كمادة للبناء حيث يخلطها الباعة مع الأعلاف ما يشكل خطرا كبيرا، لأنها مادة غير مخصصة للاستهلاك الحيواني، وبالتالي فإن استخدامها سيلحق الضرر بصحة الحيوان والإنسان الذي سيتغذى على لحومها، حيث يعرف عن هذه المادة بأنها مادة كاوية إذا وضعت في الماء، نظرا لاحتوائها على مواد معروفة وأخرى غير معروفة تضاف إليها، وتسمى علميا باسم «هايدروكسيد الكالسيوم» الكيماوية. ..و حبوب منع الحمل والأوميغا 3 وأضاف البيطري أن أن تغذية الأغنام بمواد غير مناسبة للاستهلاك كالجص وحبوب منع الحمل والأوميغا 3، وغيرها من المدعى عنها أنها مسمنات تلحق الضرر بكلى الحيوان وذلك لان هذه المادة لا يمكنها أن تخرج خارج جسم الحيوان وبالتالي فإنها تترسب في الكلى مما قد يؤدي إلى وفاة الحيوان بعد أن تتلف كليته، وبذلك تقلل من العمر الإنتاجي لهذه الحيوانات مما تتسبب في خسائر كبيرة للمربين. دعوة إلى تكثيف الرقابة على الغش والاسعار كما طالب العديد من البياطرة بضرورة تكثيف الرقابة على الغش والاسعار في الفترة المقبلة وضخ أعداد كبيرة من الأغنام بما من شأنه خفض الاسعار الى مستوياتها الطبيعية خصوصا مع الاقبال الكبير على شراء الاضاحي مع حلول العيد