لا يزال العشرات من سكان دواوير ببلدية الرمكة المترامية الاطراف و الواقعة بالجنوب الشرقي لعاصمة الولاية غليزان على وقع العديد من النقائص و المشاكل التي تصب أغلبها في إطار ظروف العيش الكريم ، لتبقى غياب تجسيد مختلف المشاريع التنموية حبيسة الوعود التي يتفنن المنتخبون المحليون في اطلاقها كلما تلقوا رسائل شكاوي من طرف السكان . فأول مشكل يواجه سكان الدواوير هو مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب و أضحى غيابه حقيقة تواجههم لسنوات طويلة ، وأقر السكان على أن التزود بالماء يعرف تذبذبا على مدار السنة ، غير أن الوضع في السنوات الأخيرة بات مقلقا بعد أن تحول التزود بالماء إلى عملية شاقة لانقطاع الماء عن الحنفيات و هو ما فتح المجال أمامهم لرحلة شاقة للبحث عن هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها و الاستنجاد بصهاريج المياه و امتطاء الدواب للحصول عليه . الا ان عودة عشرت الاهالي إلى قراهم و مداشرهم الأصلية بعد استتباب الامن كان طمعا في الارتداء ثوب التنمية و إدراج مشاريع تنموية كالكهرباء الريفية و تزويدهم بشبكة المياه الصالحة للشرب و تزفيت الطرقات لأن شبكة الطرقات تعد أساس كل حركية تنموية أو اقتصادية ، و توفير الإنارة العمومية و كذا قاعات علاج و عدة برامج تنموية تجعلهم يستقرون في مناطقهم و قراهم الأصلية و تحفيزهم على خدمة الأرض بمدهم للدعم الريفي و انجاز سكنات ريفية تليق بقاطنيها و تحي بذلك حياة أفضل للدواوير المتضررة من أهات الإرهاب و بالمقابل إعادة اعمار الدواوير هي إحدى الركائز والأولويات الاستراتيجية للتنمية المحلية التي أولت لها الدولة اهتمام لتجسيدها ذلك منذ أزيد خمس سنوات في إطار بعث الحياة الاقتصادية والاجتماعية من جديد بالمناطق الريفية التي تغطي غالبية تراب الولاية ، مما يسمح بتوفير الظروف والتحفيزات الملائمة للعائلات النازحة للاستقرار بشكل فعلي ودائم في مناطقها الأصلية وانتظار قطار التنمية لكي يمر بدواويرها ليستبشروا خيرا بفك العزلة عنهم و فتح أفاق واسعة لحركة التنمية و تبقى الكرة في مرمى المسؤولين و المعنيين لإعادة الروح لهم بتجسيد سكنات ريفية لائقة. يطالب السكان من جهتهم برمجة جملة من المشاريع التنموية و إعطاء اهتمام لتخطي عتبة الفقر و التهميش و معانقة حياة جديدة يكسوها لباس العيش الكريم ، و من جهة أخرى سارعت السلطات الولائية و المحلية خلال السنوات الأخيرة إلى إعادة إعمار تلك الدواوير التي طالها الإرهاب و التي تمتد على طول سلسلة جبال ''الونشريس'' و التي هجرت منها أهاليها جراء تدهور الأوضاع الأمنية بها في تسعينيات القرن الماضي . و لكن اليوم أضحت تسترجع بريق الأمن ليتساءل أهالي دواوير عن نصيبهم و حقهم المشرع من طرف الدولة التي توفرها لمثل هذه المناطق من أجل تشجيع سكانها على الرجوع و الاستقرار في قراهم الأصلية و كما تتحرك السلطات المعنية لرفع الغبن عنهم و تسوية مشاكلهم المطروحة و تخصيص مشاريع تنموية تدفع على الاستقرار بالمنطقة. فيما يبقى السكان العائدين ينتظرون التفاتة أعلى السلطات وعلى رأسها وزارة الفلاحة من أجل دعمهم في مشاريع وفرتها الدولة فحسب المسؤولين والمنتخبين المحليين بالولاية فان المشاريع المنجزة و الأخرى المسجلة في أجندتهم تعد مكسبا كبيرا ومفتاحا لحل مشاكل أخرى تتعلق بالنقل المدرسي ، والصحة وغيرها من الخدمات التي تطالبها ظروف العيش الكريم.