تحتضن الجزائر على مدار ثلاثة أيام، الدورة الأولى من "المنتدى الأفريقي للاستثمارات والأعمال" بمشاركة حوالي 2000 من رجال الأعمال من بينهم 1000 من القارة الإفريقية. ويعد المنتدى الجزائري الإفريقي فرصة لتشخيص القيود التي تحول دون اندماج كلي أو جزئي بين الدول الإفريقية ومن ثمة فتح الحدود الاقتصادية ورفع حواجز البنوك والجمركة وتوفير التشريعات الضرورية الكفيلة بإرساء قواعد شراكة مستدامة ولوجيستيك فعال وذي جدوى، تمكن من التوصل إلى سوق إفريقية بإمكانها أن تنجح إذا توفرت الإرادات والعزائم الصادقة والثابتة لإقلاع في القارة الخام التي تتوفر على إمكانيات النجاح من ثروات طبيعية ومساحات شاسعة ومناخات متعددة وثروات بشرية ذات كفاءات عالية، لو توفرت لها المناخات والظروف الملائمة وتجاوزت أزماتها السياسية وانقساماتها الناجمة في كثير منها مخططات خارجية تغذيها وتحركها مصالح قوى الهيمنة. ويرى المحلل الاقتصادي شفيق أحمين أن المنطق يؤكدا أنه كان من المفروض ومنذ زمن طويل أن يكون للجزائر دور هام جدا في بعث العلاقات الاقتصادية بين البلدان الإفريقية ، مشيرا إلى ضرورة أن يأخذ هذا التعاون منحى إنتاجي وتطوير اقتصاديات الدول الإفريقية. بينما يؤكد الخبير الاقتصادي مالك سراي أنه حان الوقت للتوجه الجزائر نحو السوق الإفريقية وأن يغتنم القطاع الخاص الفرصة لتوقيع عقود تجارية من أجل التصدير كمرحلة أولى والاستثمارات في بعض الدول لاحقا. أما الوزير السابق والخبير الاقتصادي بشير مصيطفى فيرى أن إفريقيا مهمة للجزائر على جبهتين اثنتين أولاهما التصدير من إفريقيا إلى دول العالم عبر الجزائر أما ثانيتهما فالسوق الإفريقية رغم أن الجزائر حاليا لا تملك قدرة تصديرية كبيرة وهو ما تأمل في تحقيقه من خلال آفاق النمو بين 2019 و2030 . وتمثل مبادرة الجزائر مع الدول الإفريقية 1.5 بالمائة من مجموع التجارة الخارجية ، وينتظر من هذا المنتدى أن يصحح عدم التوازن الاقتصادي لاسيما في مجال الدبلوماسية الاقتصادية . وفي هذا الصدد سيتم مساعدة المؤسسات الجزائرية الرائدة في التجارة على مستوى إفريقيا من أجل تموقع أفضل وتكون بمثابة وسيطة للشركات الأخرى لاسيما وضع تسهيلات لها في الصناعات الغذائية والميكانيكية والبترو كيمياوية . وفي هذا السياق شدد العيد بن عمر رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة على ضرورة إيجاد همزة وصل بين المنتجين والمصنعين سيما في مجال الصناعات الغذائية ، مضيفا أن الجزائر بحاجة إلى حلول تسويقية واتصالية من خلال التواج في المعارض العالمية والإفريقية. أما المحلل الاقتصادي فريد بن يحيى فقال إنه لابد على الجزائر في ظل الأزمة المالية الراهنة أن تدعم التصدير وأن يعيي المصدرون الجزائريون كيفية التعامل مع الأجانب خاصة في أفريقيا ، مشيرا إلى ضرورة تنظيم معارض جزائرية أكثر فأكثر بالخارج ليتسنى للمستثمرين الجزائريين تسويق منتجاتهم . وتمتد أعمال المنتدى على مدى 3 أيام، سينظر فيها الى مجموعة من الملفات المتعلقة بالطاقة والتمويل، وسيحضره البنك الإفريقي للتنمية الذي تساهم فيه الجزائر بأكبر حصة (20 بالمئة في رأسماله) الى جانب حضور مؤسسات مصرفية ومالية افريقية أخرى.