مشاركة واسعة في إعادة تهيئة وانجاز الفضاءات العمومية ومن جهتهم قام المستثمرون المحليون, على كثرتهم, بالانخراط في هذه الديناميكية و المشاركة فيها حيث اختار كل واحد منهم مساحة وأنجز فيها حدائق و فضاءات لتسلية و نافورات. و سجل هذا المسعى تجاوبا فاق كل التوقعات وتم في بحر سنة 2016 تدشين عدة مواقع تم تأهيلها و صيانتها أو بناؤها أنجزها خواص بدون أي تمويل من الدولة. واستحسن هؤلاء المحسنون المتطوعون فكرة تزيين مدينتهم إلى درجة أنهم أصبحوا يتنافسون فيما بينهم في انجاز الساحة أو الفضاء الأجمل و الأبهى. وعادت تلك المنافسة بالفائدة على مدينة البليدة التي أضحت تلبس أبهى الحلل وأصبحت الساحات العمومية مزينة بالعشب الأخضر الطبيعي و الورود تتوسطها نافورات المياه الملونة التي تتعالى و تتراقص مياهها، و تم بفضل تلك الجهود تزيين الأشجار بمصابيح صغيرة ملونة مما صنع فرحة الجالسين فيها من مواطنين من مختلف الأعمار وحتى النساء اللاتي أصبحن يخرجن مع أطفالهن للجلوس و السهر في هذه الأماكن العمومية و هو المنظر الذي افتقدته المدينة منذ سنوات عدة. غرس 140 ألف وردة في أكبر عملية تطوعية وسبقت هذه الحملة إطلاق عملية غرس 50 ألف وردة و زهرة عبر كامل تراب الولاية بمناسبة عيد النصر المصادف ل19 مارس و هي المبادرة التي حققت نجاحا باهرا و تجاوزت الهدف المحدد ليصل عدد النباتات المغروسة إلى أزيد من 140 ألف شجيرة ووردة من مختلف الأنواع والأشكال و ذلك في اكبر عملية تطوعية بالولاية. و قد عرفت العملية مشاركة فعالة للمواطنين الذين كانوا مرفوقين بأبنائهم و ممثلي مختلف القطاعات الحيوية و المديريات التنفيذية والجمعيات و الكشافة الإسلامية وتم توفير جميع الوسائل اللازمة للاهتمام بهذه النباتات حيث تم تكليف فرق تقوم بخرجات يومية لسقيها و تقليمها، ورافقت هذه العملية حملات واسعة لتنظيف أحياء و شوارع "عروس" المتيجة شارك فيها الآلاف من سكان الولاية و عمالها و موظفيها تم خلالها رفع الأطنان من النفايات الهامدة التي كانت منتشرة عبر المدينة والتي كانت تشوه الوجه الجميل لها. كما شهد شهر رمضان الفارط حملة "البليدة في حلة جديدة" تم خلالها دهن و تزيين واجهات كافة المؤسسات العمومية و الخاصة و الإدارات و حتى المحلات التجارية في مسعى لتحسين الوجه الجمالي لمدينة الورود و هي العملية التي تحققت هي الأخرى بنجاح كبير وذلك بفضل مساهمة عدد كبير من المتعاملين الاقتصاديين و صناعيي المدينة من خلال التبرع بآلاف الدلاء من الطلاء. القضاء على الأسواق الفوضوية هدف آخر تم تحقيقه وشمل استرجاع الوجه الجمالي للمدينة عملية كبيرة للقضاء على أكبر الأسواق الفوضوية بالولاية و التي كانت تعكس وجها بشعا لها كما كانت تحتضن بؤر الانحراف والتجارة الفوضوية على غرار سوق باب الجزائر بوسط المدينة و الجواجلة بأولاد يعيش وأكبر سوق فوضوي بمدينة بوفاريك و العفرون وموازية مما ساهم بشكل كبير في تنفس الأرصفة و تخليصها من الزحام الذي كانت تتسبب فيه هذه الأنشطة الفوضوية. و تم إزالة خلال العملية المذكورة 33 موقعا فوضويا من أصل 74 موقعا تم إحصاؤه على مستوى الولاية وتبقى العملية متواصلة من اجل إزالة باقي الأسواق الفوضوية و إدماج الناشطين في هذا المجال ضمن أسواق نظامية، و تحصي ولاية البليدة قرابة 3000 تاجر فوضوي منهم 2000 ينشطون على مستوى عاصمة الولاية وتعمل مصالح التجارة حاليا على إدماجهم تدريجيا ضمن أسواق نظامية تستوفي كافة الشروط لممارسة النشاط التجاري خصوصا في الجانب المتعلق بالنظافة و الذي تحاول السلطات المحلية كسب رهانه. مؤسسات جديدة لرفع النفايات و الاهتمام بالحدائق و الإنارة العمومية وفي مسعى لتجسيد هدفها و التكفل الأفضل بمشكلة رفع النفايات و تزيين الحدائق و المساحات الخضراء و صيانة الإنارة العمومية في البلديات ال25 التي تحصيها الولاية بادرت السلطات بإنشاء ثلاث مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وهي "متيجة نظافة" و "متيجة حدائق" و "متيجة إنارة" لتنجز مهامها كما تدل عليه أسمائها. وبالفعل ساهمت هذه المؤسسات الثلاثة منذ دخولها حيز الخدمة في أغسطس الفارط في التخفيف من مهام البلديات فيما يتعلق برفع النفايات و تصليح الإنارة العمومية و الاعتناء بالحدائق المتواجدة عبر كافة تراب الولاية بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطن، وبعدما كانت هذه المهام تنجز من طرف البلديات بطريقة غير متناسقة و كانت تسجل عدة نقائص أصبحت ثلاث مؤسسات فقط تقوم بهذه المهام عبر كامل بلديات الولاية بكثير من النشاط والصرامة و الكفاءة حيث أصبح أعوان هذه المؤسسات ينتشرون في الشوارع للقيام بمهامهم وهم يرتدون بدلات خاصة تحمل شعار المؤسسة و اسمها مما انعكس بالإيجاب على الشوارع و لقي استحسانا كبيرا من طرف المواطنين. مسابقة أنظف حي تتويجا للجهود المبذولة طيلة السنة ولتتويج الجهود المبذولة طيلة سنة 2016 في مجال تزيين البيئة و المحيط أعلنت السلطات المحلية خلال شهر ديسمبر الجاري عن إطلاق مسابقة "البليدة وريدة" لاختيار أجمل و أنظف حي و حديقة عمومية و مساحة خضراء ومؤسسة تربوية وتكوينية بالإضافة إلى اختيار أجمل واجهة محلات تجارية أو سكنية. و خصصت مبالغ مالية "مغرية" للفائزين في المسابقة حددت ب2 مليون دج لجائزة أحسن حي وذلك لتحفيز المتسابقين على بذل أقصى الجهود في تنظيف أحيائهم و السهر على المحافظة على جمالها وإشراك المواطنين في هذه العملية حسب تصريحات مصالح الولاية. كما ترمي هذه المسابقة إلى الحفاظ على صورة مدينة الورود التي تم استرجاعها خلال الفترة الأخيرة من خلال حملات التنظيف و التزيين التي قوبلت باستحسان و ترحيب كبيرين من طرف البليديين، وسيتم الافتتاح الرسمي لهذه العملية في شهر يناير المقبل حيث تشرف عليها لجنة ولائية تضم إطارات من مختلف القطاعات لينظم حفل الإعلان عن الفائزين في 5 جويلية 2017 تزامنا مع الاحتفال بعيدي الاستقلال و الشباب.