وجدت الدولة المغربية نفسها في مواجهة مباشرة مع الحراك المجتمعي في منطقة الريف/ شمال البلاد، بعد ان أفقدت الوسائط الاجتماعية الطبيعية مصداقيتها وأظهرتها كأدوات فاقدة الاستقلالية بيد السلطة ولم يعد لها أية قيمة في نظر المواطنين. ومنذ اندلاع الحراك الاجتماعي في منطقة الحسيمة في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي اثر مقتل بائع السمك محسن فكري في ماكنة طحن الازبال اثناء محاولته استرداد كميات من السمك صادرتها السلطات، تحاول السلطات استيعاب الحراك بوعود بمحاسبة المسؤولين عن مقتل فكري وتسريع وتيرة التنمية في المنطقة، وكثف المسؤولون زياراتهم الميدانية للمنطقة، دون ان يحد من الحراك او يوقف تصاعده نتيجة فقدان الثقة بين ساكنة المنطقة والدولة من جهة ومحاولات الدولة شيطنة الحراك وقادته وتوجيه اتهامات لهم بالارتباط بالخارج ونزعات انفصالية، مستخدمة الوسائط الاجتماعية من أحزاب ومنتخبين ووسائل اعلامية تقليدية او حديثة وتوجتها بإدخال المساجد على الخط وهو ما فجر الازمة يوم الجمعة الماضي ولا زالت كرة الثلج تكبر وتكبر. مظاهرات بعد صلاة التراويح مساء السبت، وبعد صلاة التراويح لاول يوم رمضاني، خرج الالاف من ساكنة المنطقة في مواصلة للحراك واستنكار اعتقال ناشطين وملاحقة زعيمهم ناصر الزفزافي على خلفية وقفهم لخطيب مسجد في المدينة اثناء القائه خطبة الجمعة واتهامه الناشطين بالفتنة والدفع لعدم الاستقرار في المنطقة. وخرجت العشرات من المسيرات الاحتجاجية في مناطق عدة في الريف رفع خلالها المحتجون شعارات تناصر قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي محمد جلول إلى جانب باقي المعتقلين ورددوا «يا مخزن حذاري كلنا الزفزافي»، و»لا للعسكرة ولا للعسكرة»، و»عاش الشعب عاش الشعب»، و»كلنا الزفزافي» و»هي كلمة واحدة هاذ الدولة فاسدة» و» الوطن الشعب» و»بالروح بالدم نفديك يا ناصر». ونقلت صفحات فيسبوك عدة نقلاً مباشراً لفيديوهات تظهر متظاهرين في امزورن وآيت عبد الله اويت حديفة وتماسينت وتاركيست والدرويش والعروي وتمسمان. وشهدت بعض شوارع بكل من الحسيمة وإمزورن تدخلات أمنية وصفت ب«العنيفة»، ومواجهات بين الأمن والمتظاهرين، في حين لم يتسن للموقع التأكد من وجود إصابات من الجانبين. وأكدت سعاد شيخي، البرلمانية السابقة عن حزب العدالة والتنمية/ الحزب الرئيسي في الحكومة/ وعضو في المجلس الجماعي لمدينة الحسيمة أن المدينة تشهد في هذه الأثناء احتجاجات ومطاردات في كل الشوارع والأزقة واعتقالات بالجملة. وتدخلت القوات العمومية لتفريق المحتجين دون الحديث عن مواجهات وإصابات على غرار ما حصل في احتجاجات الجمعة.