ما حكم الفوائد الربوية، وفي أيّ شيء تُصرَف؟ الفوائد الربوية مال حرام، وقد قال الله تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرٍّبَا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ × فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} البقرة:278279، والمال الحرام لا يجوز أكله ولا اللبس منه ولا الإنفاق منه على الأهل، ولكن أجاز بعض العلماء إعطاءَه للفقير المحتاج الّذي لا يجد قوت يومه أو المسكين الّذي لا يستطيع الإنفاق على أهله، كما يجوز صرفه من أجل بناء المرافق العمومية كالمراحيض العامة وغيرها. ما حكم إعطاء الرشوة للمحامي من أجل إبطال حكم ما؟ إنّ الإسلام هذّب هذه العلاقات بين البشر سواء العلاقات الاجتماعية أو المالية، فجعل كلّ ظلم أو تعد على حقوق الغير ظلمًا وعدوانًا محرّمًا، وإعطاء الرشوة لصاحبها وأخذها حرام بنص الكتاب والسُنّة وبإجماع الأمّة، أمّا الكتاب فقوله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة: 188، أمّا السُنّة فما رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ''لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم'' رواه أحمد والترمذي وغيره وهو حديث صحيح. ومفاسد الرشوة لا تخفى على أحد، ولا عجب أن يدعو النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جميع من شارك في هذه الجريمة أن يطردهم الله من رحمته. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعنة الله على الراشي والمرتشي'' رواه ابن ماجه وغيره وهو صحيح. وأنّى للمسلم بعد سماعه هذه النصوص أن يخالف حكم الله من أجل تحقيق مصلحة يراها مصلحة بعقله القاصر، يتلذّذ بها ساعة ولكن تورثه ندمًا إلى قيام الساعة. ومَن رأى موظفا أو محاميا أصرّ على أخذ الرشوة فليدبّر الأمر مع الشرطة حتّى تلقي القبض عليه وتطهّر المجتمع من مثله. ما هو حكم اقتراض مبلغ من المال من أحد البنوك الربوية؟ من المعلوم أنّ البنوك الربوية تطلب الزيادة على المبلغ الّذي تقرضه للمتعاملين معها، وهذا ربًا محرّم بإجماع المسلمين عملاً بنص الكتاب والسُنّة، قال تعالى: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرٍّبَا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ × فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} البقرة:278,279 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل سواء بسواء يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد'' رواه مسلم. وقد لعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''آكل الربا وموكّله وشاهديه'' رواه مسلم، كما أنّه قرض جرّ نفعًا وهو ما بيّنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه عين الربا.