أكّد الرجل الثاني في الكنيسة المصرية، الأنبا بيشوي، بتصريحات جديدة، ثباته على موقفه الرافض لتقديم اعتذار للمسلمين عن تصريحاته المسيئة للإسلام والّتي قوبلت برفض من الأزهر وعموم المسلمين في مصر وخارجها. وشدّد بيشوي، سكرتير المجمع المقدس مطران دمياط وكفر الشيخ، على أنّ بابا الأقباط شنودة الثالث لم يضغط عليه لإصدار بيان اعتذار للمسلمين حول تصريحاته. وقال بيشوى، في حوار مع صحيفة ''الشروق'' المصرية: ''البابا لم يطلب منِّي أن أفعل شيئًا على الإطلاق ولم يضغط عليّ، ووافق فقط على أن أصدر بيانًا اقترحه علىّ أحد الصحفيين الأقباط لتوضيح موقفي''. وعمّا إذا كان شنودة وجّه إليه لوما بسبب تصريحاته، أو تحدث معه عنها أو استفسر منه عن شيء خاص بها، قال بيشوي: ''لم يتحدث معي مطلقًا حول هذا الأمر، وما حدث فقط أنّ الأنبا أرميا قال لوكيلي إنّ البابا سيكون مبسوطًا إذا تمّ جمع الطبعة الأولى من كتاب المحاضرة الّتي سبّبت الأزمة وإصدار طبعة ثانية معدّلة، فقلت له إنّني موافق جدًّا، خصوصًا أنّني لم أفضّل قراءة المحاضرة الواردة بالطبعة الأولى نصيًا، لأنّه كان بها خطأ، ولم أشر إلى هذا الخطأ خلال المحاضرة حتّى لا تحدث شوشرة'' حسب قوله. ولم ينكر بيشوي وجود العبارة الّتي سبّبت الأزمة في النص المطبوع، ولكنّه ادّعَى أنّ ''هناك كلمة سقطت سهوًا أو خطأ أثناء طباعة الكتيب غيّرت المعنى تمامًا، ولمّا رأيت ذلك الخطأ في النص المطبوع أكّدتُ في بداية حديثي بالمحاضرة في الفيوم أنّني لن ألتزم بإلقاء المحاضرة نصيًا، وسأتحدث بتلقائية عن الأشياء الّتي تقرّب بين المسلمين والمسيحيين وتدحض الفتنة'' على حد قوله. وكان مصدر مقرّب من شنودة قد أكّد في وقت سابق لصحيفة ''المصري اليوم'' أنّ بيشوي رفض طلبًا من البابا دعاه فيه للخروج إلى وسائل الإعلام والاعتذار عن ما وصفه ب''سوء الفهم الذي حدث بسببه''. وإزاء رفض بيشوي، قرّر شنودة الظهور في عدة لقاءات تلفزيونية لتخفيف حدّة التوتر الناتجة من تصريحات بيشوي، بحسب المصدر نفسه. وبالفعل، ظهر شنودة في لقاء على التليفزيون المصري الرسمي وقدّم اعتذارًا صريحًا للمسلمين، وأبدَى استعداده لترضية المسلمين بأيّ شكل. تجدر الإشارة أنّ الأنبا بيشوي كان قد أدلَى بافتراءات تستهدف النيل من المعتقد الإسلامي، زعم فيها وجود آيات محرّفة بالقرآن الكريم. وتساءل في نص المحاضرة عمّا إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم قد قيلت وقتما ''قال نبي الإسلام القرآن'' أم أضيفت فيما بعد في عهد عثمان''، وفق كذبه. كما دعا إلى مراجعة القرآن الكريم، وقال بزعمه: ''الحوار والشرح والتّفاهم يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتّى يلغي آية تتّهمنا بالكفر''.