أكد البروفيسور نافتي أنه رغم مطالبة أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الأنفلونز ، بجلب أكثر من 03 ملايين جرعة من اللقاح الموسمي سنويا حتى يتسنى لأشخاص آخرين غير المعنيين بالأمر اقتناءه، خاصة وأن مؤشرات جوية تنذر بشتاء شديد البرودة هذا العام ، تم الاكتفاء بمليوني جرعة فقط وهو ما يقصي آلاف الأشخاص الراغبين في الاستفادة منه. شهدت مختلف أنحاء الوطن موجة برد شديدة كانت وراء الإصابة بحالات زكام موسمي حادة، وهو ما فسر ترددهم على عشرات الصيدليات لاقتناء الأدوية المضادة للزكام، حسبما أكده لنا أصحاب عديد الصيدليات بالجزائر العاصمة. يحدث هذا في الوقت الذي ينتظر انطلاق حملة التلقيح ضد الزكام الموسمي بداية الأسبوع. وعن هذا اللقاح، أكد البروفيسور نافتي سليم رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في تصريح ل''الخبر''، أن نتائجه تظهر بعد شهر من التلقيح، أي بعد ظهور المضادات لفيروس الزكام الموسمي. وبالتالي فكلما تم التلقيح ضد الزكام مبكرا كلما كانت نتائجه مبكرة، والأهم قبل تغيّر الأحوال الجوية وحلول موسم البرد. وعن أهمية اللقاح الموسمي، أكد لنا ذات المتحدث أن نتائج دراسات ميدانية بعديد الدول الأوربية بيّنت أن اعتماده لعديد شرائح المجتمع أسفر عن كثير من الإيجابيات تمثلت في اقتصاد أموال كثيرة، كانت تصرف على علاج مرضى الزكام ومضاعفاته الصحية في عديد الحالات والتي قد تصل حد الموت، ناهيك عن تفادي عدد كبير من العطل المرضية التي يلجأ إليها المرضى بعد إصابتهم والتي تعود بالسلب على مردودية العمل، حيث تقدر في بلادنا بملايير الدنانير. وأبرز البروفيسور نافتي أن كمية الجرع التي تم جلبها هذه السنة والممثلة في مليوني جرعة تعتبر كمية غير كافية نظرا للطلب المسجل على اللقاح. يحدث هذا رغم تأكيد أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة أنفلونزا الطيور التابعة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، على ضرورة جلب أكثر من 03 ملايين جرعة حتى يتسنى لمن يريد أن يحمي نفسه صحيا شراء اللقاح لدى الصيدليات على أن يدرج ضمن قائمة الأدوية المعوضة، مع توفيره بالطبع مجانا عبر المصالح الاستشفائية للأشخاص المسنين الذين تجاوزوا ال65 سنة والصغار الذين تقل أعمارهم عن 05 سنوات، إلى جانب أصحاب الأمراض المزمنة، على أن يتم تعاطيه داخل مركز استشفائي وليس بالبيت أو عند الصيدلي مثلما لاحظناه في كثير من الحالات يقول البروفيسور نافتي، لأن هناك من الأشخاص من لديهم حساسية لأحد مركبات اللقاح تتطلب كشفا مسبقا وهو ما يتطلب حضور طبيب. وخلافا لما تعتقده غالبية الأشخاص في أن اللقاح يقيهم تماما من الإصابة من الزكام الموسمي، أشار محدثنا أن اللقاح لا يعمل على القضاء تماما على الزكام بل من شأنه أن ينقص من مدته. وعوض أن تصل الإصابة أسبوعا أو 10 أيام لا تتعدى مع التلقيح ال 48 ساعة، كما أنه زكام خفيف ولا يحتاج لأدوية كثيرة أو المكوث لفترة بالفراش. مشيرا إلى أن أهميته بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة تتمثل في محافظتهم على توازن صحي معين، حيث أن المصاب بمرض مزمن لا يملك مناعة جسمية كاملة وبالتالي فإصابته بزكام موسمي حاد من شأنها أن تتسبب له في مضاعفات صحية أخرى، وبالتالي من شأن اللقاح الموسمي أن يمكّنه من اتقاء تلك المضاعفات.