تتواصل مأساة النازحين الصحراويين الذين استقروا خارج المدن الرئيسية بالصحراء الغربيةالمحتلة، كما تتواصل التعزيزات الأمنية من أجل محاصرتهم ومنع تدفق نازحين جدد، حيث لجأت السلطات المغربية إلى تشييد جدران رملية. وأمام هذا الوضع دعت منظمات صحراوية ودولية لحماية النازحين ومراقبة أوضاعهم عن قرب. وذكرت تقارير إعلامية صحراوية أن الجيش المغربي المتواجد بالمناطق التي استقرت فيها العائلات الصحراوية النازحة، قام بمنع مئات الصحراويين، أول أمس، من الالتحاق بهذه المخيمات. وقال تقرير نشره موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، وفق مصادر من عين المكان: ''إن الجيش المغربي يفرض حاليا حصارا مشددا إلى جانب عناصر الدرك والقوات المساعدة، لإجهاض محاولات النزوح الجماعي للمواطنين الصحراويين للتعبير عن رفضهم للاحتلال المغربي والمطالبة بحقهم في ثروات بلادهم''. وأوضح التقرير أنه تم منع ''نزوح مئات المواطنين الصحراويين باعتراض طريقهم والاعتداء عليهم بالضرب وتكسير سياراتهم، ما ألحق بهم إصابات متفاوتة استدعت نقل بعضهم إلى مستشفى مدينة لعيون''. مضيفا أن الجيش المغربي قام ''بحجز وتكسير زجاج أزيد من 40 سيارة رباعية الدفع وإصابة عشرات المواطنين الصحراويين بجروح متفاوتة جراء الضرب والرمي بالقنينات الزجاجية ومن بين هؤلاء نساء''. والى جانب ذلك، يقول ذات المصدر: ''إن الجيش المغربي شرع في تشييد جدار رملي شرقي المدينة لمنع تدفق آلاف النازحين الصحراويين الجدد إلى مخيمات الاستقلال للاحتجاج على سياسة التهميش والتفقير المنتهجة ضدهم''. وأمام هذه التطورات، ندد تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ''كوديسا''، أمس، بالحصار العسكري والبوليسي المضروب على مخيم النازحين الصحراويين شرقي مدينة العيونالمحتلة، مشيرا إلى قطع الاتصال بينهم وعائلاتهم ووسائل الإعلام الدولية. ودعا التجمع، في بيان له، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للتدخل العاجل لحماية هؤلاء والعمل على زيارتهم وتوفير الشروط الحياتية والمعيشية لهم، في انتظار أن تستجيب الدولة المغربية لمطالبهم. من جانبها، أعربت اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم، حسب الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين: ''عن استنكارها لحصار الجيش المغربي للنازحين الصحراويين شرقي العيونالمحتلة وتعريض حياة الأطفال والشيوخ للهلاك، في ظل صمت الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي عما يحدث من انتهاكات صارخة ضد الصحراويين العزل. وعبرت اللجنة عن خشيتها من تدهور الوضع الإنساني لهؤلاء في ظل هذا الحصار وعدم سماح الجيش المغربي بتزودهم بالمؤن والأدوية والأغطية والمياه الصالحة للشرب. وفي إسبانيا دعت حركة التضامن مع الشعب الصحراوي، المنظمات الدولية لإيفاد وفود ومراقبين مستقلين لمعاينة وضع النازحين الصحراويين، مشددة في بيانها على ''أهمية توفير حماية المواطن الصحراوي ومرافقته في ظل الظروف التي يمر بها في ظل الحصار... ويكون بمثابة حاجز متين قادر على ردع ممارسات الحكومة المغربية''. وناشدت منظمة الأممالمتحدة ''التمسك بموقف حازم وصارم ينجد المواطنين الصحراويين ويحفظ حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية''.