كشفت أولى شهادات ضحايا الهجوم المغربي على مخيم اكديم ازيك، في الثامن نوفمبر، عن حقائق مغايرة لما أعلنه مسؤولو الرباط. فعكس نفيهم المتواصل بعدم استخدام الأسلحة النارية ضد المدنيين، أكدت شهادات مدعومة بصور لمدنيين تعرضوا لإطلاق نار مازالت آثارها على أجسامهم كما تحدثوا عن تنكيل وتعذيب لقوه خلال مدة خضوعهم للعلاج. وتكشفت هذه الحقيقة عبر شهادات أدلى بها أربعة صحراويين أطلق سراحهم يوم الجمعة وهم في أوضاع صحية حرجة، بعد أن قضوا 18 يوما في المستشفى العسكري بالعيون قالوا إنهم عاشوا خلالها جلسات استنطاق وتعذيب متواصلة. وحسب الشهادات التي أبلغ بها ''الخبر'' الناشط الحقوقي الصحراوي وعضو المكتب التنفيذي للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، نقلا عن هؤلاء الضحايا من بينهم من تعرض لإطلاق الرصاص وهما على التوالي عثمان الشتوكي البالغ من العمر 27 سنة واليداسي محمد البالغ 46 سنة. وقال الشتوكي في شهادته إنه ''أصيب برصاصة على مستوى الصدر أثناء تدخل جيش الاحتلال ضد النازحين الصحراويين بمخيم الحرية، وأثناء وجوده بالمستشفى العسكري بالعيونالمحتلة تأكد بأنه رهن الاعتقال، حيث فتح تحقيق معه رفقة خمسة آخرين قضوا ثلاثة أيام امتنعت خلالها إدارة المستشفى عن تقديم العلاج لهم ومورس عليهم التعذيب من أجل انتزاع اعترافات لا أساس لها من الصحة''. أما اليداسي فقد قال إنه ''اعتقل بمخيم اكديم ايزيك من طرف درك الاحتلال بعد إصابته برصاصة على مستوى الساق''، وأضاف بأنه ''فوجئ أثناء تواجده بالمستشفى العسكري بأنه داخل معتقل ضباطه الأطباء وحراسه الممرضون، تعرض لشتى صنوف التعذيب''. وأضاف بأنه وزملاءه كانوا مقيدين بأصفاد من الأسلاك يبيتون على الأرض عراة''. ويشار إلى أن الصحراويين الأربعة قد حولوا يوم الخميس الماضي إلى مقر الدرك بالعيون، حيث حررت لهم محاضر ليتم توجيههم يوم الجمعة إلى كل من الوكيل العام للملك ووكيل الملك الذي أمر بإطلاق سراحهم. إلى جانب ذلك فقد استمعت امنيستي انترناسيونال التي تتواجد حاليا بمدينة العيونالمحتلة من أجل إجراء تحقيق حول أحداث مخيم ''اكديم ازيك''، لشهادات حية لسبعة صحراويين ممن أصيبوا بالرصاص المطاطي.