من بين المسائل التي كشفتها مراسلات الدبلوماسيين الأمريكيين في المغرب، وقام موقع ويكيليكس بإماطة اللثام عن جوانب منها، تنامي دور تجارة المخدرات في بروز ثراء العديد من الأباطرة الذين يقوم المخزن باحتضانهم بطريقة غير مباشرة أو التغاضي عن نشاطاتهم. وقد كشفت إحدى البرقيات الموجهة من قبل المصالح الأمريكية من الدارالبيضاء تحت رقم ''أي أو ''12958 وتم تصنيفها من قبل الضابط دوغلاس غرين عن مظاهر الثراء الفاحش الذي انتشر في الدارالبيضاء المغربية . وقد أشار التقرير إلى أن جزءا من هذا الثراء يعود إلى تجارة المخدرات والنشاطات المرتبطة بها مثل الرشوة. وقد تمت الملاحظة بأن ما يتداول على نطاق واسع هو الانتشار الكبير لتجارة المخدرات، ويستند التقرير الأمريكي إلى معطيات الهيئات الدولية للتأكيد على الحجم الكبير لتجارة المخدرات وعائداتها الكبيرة، حيث يعتبر بأن المغرب يظل أكبر دولة منتجة للقنب ''الحشيش'' وأنه من أكبر البلدان المنتجة في العالم لمادة القنب، مع تقدير أن إيرادات تجارة هذه المخدرات التي توجه معظمها إلى أوروبا تبلغ 13 مليار دولار سنويا، أي أنها تعادل مرتين مداخيل المملكة من السياحة، رغم توافد ما بين 5 إلى 10 ملايين سائح للمغرب سنويا. وجزء من هذه الأموال التي يتم جنيها تتحول في مدينة الدارالبيضاء إلى مجوهرات وذهب وسيارات فاخرة في عمليات تبييض أو إلى عقارات، فضلا عن تحويل جزء منها إلى نشاطات أخرى غير شرعية وذكر التقرير للمفارقة أن عمليات تبييض الأموال ساهمت في إقامة مقهى كبير وجميل للثقافة في الدارالبيضاء. في نفس السياق، تعتبر المغرب دولة عبور للمخدرات، رغم محاولات الجنرال بناني التقليل من أهمية ذلك في لقاء له مع الجنرال وولد مسؤول القيادة الإفريقية، حيث أشار تقرير من السفارة الأمريكية إلى أن مسؤولين سامين مغاربة يقرون بمثل هذا الواقع، أما المظهر الأخير في علاقة الرباط بشبكات تجارة المخدرات فهو إشارة إحدى التقارير الصادرة عن الموقع عن تغاضي المخزن عموما على نشاطات شبكات المخدرات التي تعرف تناميا وتطورا سريعا، وقد شكلت حادثة معاقبة أفراد من الشرطة المغربية عاملين في مطار الدارالبيضاء لتوقيفهم مسؤولين سنغاليين بحوزتهم مخدرات في أوت 2009 إحدى مظاهر التساهل الذي حددته التقارير الأمريكية على مستوى عالي، حيث تم إطلاق صراح المسؤولين السنغاليين وعوقب أفراد الشرطة.