ناقشت أزيد من 200 شخصية وطنية وأجنبية طبية، خلال الملتقى الدولي حول النظافة في المؤسسات الطبية، كيفية حماية المريض من الأوبئة والفيروسات الكثيرة المنتشرة في الهواء، أو ما يعرف علميا ''نوزوكوميال ''، والتي تسبب الكثير من الأمراض المستعصية. وأكد المختصون أن 14 بالمائة من المرضى الوافدين على المستشفيات يصابون بأمراض داخل المؤسسة الطبية دون علمهم، ما يسبب مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة أصحابها. وقال السيد صلاح الدين عريف، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، في حديث خص به ''الخبر''، إن مستشفيات الجزائر لا تزال بعيدة عن المعايير الدولية في النظافة داخل المحيط الاستشفائي. وهو ما ذهب إليه الدكتور كريستوف جسلير، محافظ الأيام العلمية الفرانكوفونية، ونائب رئيس الجمعية الفرنسية لمراقبة النظافة ونوعية العلاج، ونائب مدير مستشفى ريور الفرنسي، حيث حذر من أن الأمراض التي تصيب المرضى أثناء تواجدهم بالمستشفى أخطر بكثير من تلك التي تصيبهم في المحيط العادي. وبيّن أن السبب الحقيقي يعود إلى نقص تعقيم الهواء وقاعات العمليات، زيادة على التهاون لدى مختلف أعوان النظافة خاصة في المطابخ، حيث يعتبر أكل المريض خطا أحمر لا يجب المساس به مهما كانت الظروف، مبينا أن الولاياتالمتحدة تنفق ما لا يقل عن 5,1 مليار دولار سنويا لأجل النظافة في المستشفيات. كما أرجع المختصون أسباب تنقل الأمراض إلى النفايات المتراكمة في المستشفيات والتي تبلغ 22 ألف طن سنويا، تطرحها المستشفيات والعيادات الخاصة، منها 12 ألف طن نفايات شديدة الحساسية وناقلة خصبة للعدوى. في حين لا تتوفر المستشفيات سوى على 350 محرقة للقضاء عليها، بالتوازي مع تعطل 20 في المائة من أجهزة التعقيم في المستشفيات. من جهة أخرى، طالب الحاضرون بضرورة الاستثمار الجيد في تكوين الأعوان شبه الطبيين، مع خلق شراكة حقيقية مع كبريات المستشفيات العالمية، زيادة على الاعتماد المطلق على تكنولوجيات الإعلام الآلي في التسيير. كما طالب أعوان سلك شبه الطبي وزير الصحة، باعتبارهم المسؤولين عن النظافة في المحيط الاستشفائي، بالإسراع في الإفراج عن قانونهم الأساسي والتكفل بمطالبهم الاجتماعية، ورفع نسب تمثيلهم في المجالس العلمية وإشراكهم في عمليات اقتناء الأجهزة والمعدات.