الرّجاء والخوف من المقامات الشّريفة، وقد وصف الله بهما أنبياءه والمرسلين وأتباعهم بإحسان من صالحي المؤمنين، قال الله تعالى: ''أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا'' الإسراء.57 وقال تعالى: ''... إِنَّهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ'' الأنبياء.90 وقال تعالى: ''... وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ'' البقرة218 ، وقال تعالى: ''...وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ. الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ'' الأنبياء .4849 وقال تعالى: ''وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ'' المؤمنون.60 ثم الأفضل للمؤمن المستقيم على طاعة الله -أن يكون بين الخوف والرجاء- حتّى يكونَا كجناحي الطائر وكِفَّتى الميزان، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''لو وُزِنَ خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلاَ'' أخرجه عبد الله بن أحمد. وأمّا المؤمن المُخلِّط الّذي يخشى على نفسه من الوقوع في ترك الطاعات وركوب المنهيات، فالأصلح له والأولى له، غلبة الخوف عليه، فإنّ الخوف يقبض النّفس ويزجرها عن طغيانها وتعدِّيها. وليحذر المؤمن كل الحذر من الأمن من مكر الله، ومن القنوط من رحمته، قال تعالى: ''فَلاَ يَاْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ'' الأعراف.99 وقال تعالى: ''وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إلاَّ الضَّالُونَ'' الحجر.56 الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني