تنطلق، بداية من اليوم، الجولة الخامسة غير الرسمية من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب في مدينة منهاست بضواحي نيويورك، وهي المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة وبحضور الجزائر وموريتانيا كبلدين ملاحظين. وقد عبرت جبهة البوليساريو عن أملها في تراجع المغرب عن مواقفه المتعنتة، حيث أكد ممثل البوليساريو لدى الأممالمتحدة أن الحل الوحيد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء القضية الصحراوية، يتمثل في عودة المغرب إلى الشرعية الدولية والانصياع إلى قرارات الأممالمتحدة التي تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وأضاف السيد أحمد البوخاري في تصريح ل''الخبر''، عشية انطلاق المفاوضات، أنه بدون تراجع المغرب عن مواقفه المتعنتة، فإن آفاق الحل تبقى مسدودة، وأن المساعي الكبيرة التي تبذلها الأممالمتحدة ستذهب سدى. وعن توقعاته حول هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، قال البوخاري إنه لا يريد أن يتسرع في إصدار أحكام قبل رؤية التطورات التي ستعرفها الجلسة، في ظل الحرص الذي توليه الأممالمتحدة لإنهاء هذا الملف. غير أن البوخاري أشار من جانب آخر إلى أن المعطيات الواقعية توضح أن مسار التسوية يمضي نحو أفق مسدود بالنظر إلى العراقيل الكبيرة التي أصبح المغرب يحتج بها في كل مرة، وأهمها مقترح الحكم الذاتي الذي تحاول الرباط فرضه كأساس للمفاوضات، خلافا لما تنص عليه مختلف قرارات الأممالمتحدة. ومن جانب آخر اعتبر السيد أحمد البوخاري أن القضية الصحراوية تعرف عرقلة جديدة داخل مجلس الأمن تتمثل في الموقف الفرنسي الداعم للطرح المغربي. ووصف المتحدث الموقف الفرنسي بأنه يقوم على التشبث بعقلية استعمارية قديمة، الأمر الذي جعل المغرب يلقى دعما داخل مجلس الأمن، على خلاف مواقف الدول الأخرى دائمة العضوية في المجلس، مثل الولاياتالمتحدة التي تبدي موقفا مطابقا لمساعي الأممالمتحدة لحل آخر نزاع لتصفية الاستعمار في القارة الإفريقية. ورغم هذه العراقيل، إلا أن البوليساريو ستذهب إلى الجولة الجديدة من المفاوضات بالروح نفسها التي شاركت بها في مختلف الجولات الرسمية وغير الرسمية السابقة، حيث أكد البوخاري أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة العيون أثبتت أن الشعب الصحراوي ما زال قويا وموحدا، ولن يفرط في حقوقه التي تضمنها له الشرعية الدولية.