عاشت مدينتا السويسوالإسماعيلية، شمالي القاهرة، أمس، أجواء الحرب. وقد شوهدت الاشتباكات بين أعوان الأمن والمتظاهرين في الشوارع. وقتل شاب في قرية شيخ زويد، شمالي سيناء، ليكون السابع منذ بداية المظاهرات. فيما عبر البرادعي، فور عودته إلى مصر، أنه مستعد لتسيير فترة انتقالية في بلده. سجل العشرات من الجرحى في اشتباكات وقعت بين المتظاهرين وأعوان الأمن، أمس، أمام مقر الشرطة، وقت طالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين، استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وأحرق المتظاهرون ثكنة رجال المطافئ، باستعمال زجاجات حارقة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقتل شخص في بلدة شيخ زويد، شمالي سيناء، حسب ما أكده شهود عيان للوكالة الفرنسية. المتوفى شاب يدعى محمد عاطف، 22 سنة. ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى سبعة، حسب ما ذكرت تقارير إعلامية مختلفة. وتظاهر العشرات من الصحفيين، مساء أمس، أمام مقر نقابتهم بالقاهرة، مطالبين بإطلاق سراح زملائهم الموقوفين. كما نشبت اشتباكات في الإسماعيلية رغم الطوق الأمني المفروض على جل المدن المصرية، وطالب المحتجون بتسليمهم جثث قتلاهم. وتجمع المتظاهرون أمام مركز الشرطة مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين. وكانت الشرطة تحاول تفريقهم باستخدام العصي مع سقوط الليل. وترقبا لمظاهرات ''جمعة الغضب'' التي دعت إليها ''جماعة 6 أبريل''، اجتمعت الحكومة المصرية مع الحزب الحاكم لبحث كيفية التصدي لهذه المنازلة الحاسمة في مواجهة الشارع المنتفض، حتى لا يتكرر سيناريو تونس. وفي بيان ل''حركة شباب 6 إبريل''، قالت إنها تجدد ''الدعوة لجميع المصريين للخروج للمظاهرات والمسيرات الشاملة في كل أنحاء الوطن، يوم الجمعة''، الذي أطلقت عليه اسم ''جمعة الغضب والحرية''. وجاء في البيان: ''أصبحنا اليوم أقرب من الأمس لتحقيق مطالبنا في إسقاط النظام، وهي مطالب الشعب الذي يريد إسقاط النظام، وقد اقتربت ساعة النصر واقتربت الحرية، ونعلنها مستمرين مهما هددنا الأمن ومهما اعتقلوا منا؛ ولن يوقفنا أحد ولن نترك المئات الذين اعتقلوا من الشباب، فبطشهم بجموع المواطنين دليل دامغ على اقتراب نهاية الظلمة وسقوط الديكتاتورية''. ودعت الحركة ضباط وجنود الشرطة المصرية إلى عدم الانصياع للأوامر الموجهة إليهم، مشيرة إلى أنهم إخوتهم وليسوا أعداءهم. وأعلنت جماعة الإخوان وكذلك نشطاء أقباط عن مشاركتهم ''القوية'' في مظاهرة اليوم. وبارك المجلس الوطني المصري لحقوق الإنسان ذاك الإعلان. كما انضم إليهم محمد البرادعي، زعيم حركة ''كفاية''، المتحصل على جائزة نوبل للسلام. وقبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى بلده، قال البرادعي: ''سأقود المرحلة الانتقالية إذا كان هذا مطلب الشعب، ولن أخيب آمالهم''. وقال إن الأولوية هي ''ميلاد مصر جديدة''. ودعا النظام إلى الإصغاء إلى مطالب المواطنين وعدم استعمال العنف ضدهم. وقالت وزارة الداخلية المصرية إنها ستطلق سراح نحو 95 بالمائة من المعتقلين، دون أن توضح سبب استمرارها في اعتقال نسبة الخمسة في المائة الباقية. فيما يتواصل الضغط للإفراج عن 1200 معتقل، حسب الحقوقيين المصريين، 1000 حسب وسائل إعلام غربية، 1500 حسب المعارضة و500 حسب السلطات الرسمية. وتحدثت جماعة الإخوان عن اعتقال العشرات من مناضليها. وتواصلت أمس تنديدات المجموعة الدولية من أجل تفادي العنف في المظاهرات التي يقوم بها المعارضون للنظام في الشارع المصري. حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن حق المواطنين في التظاهر السلمي. فيما تراهن إسرائيل على بقاء النظام المصري. ووصف وزير إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، الأحداث الجارية في مصر ب''الزلزال في الشرق الأوسط''، لكنه قال إن مصر ليست تونس لأن النظام متماسك في مصر. الجزائر: عبد القادر حريشان زكي يقول إن الحكومة المصرية فهمت الرسالة قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن المظاهرات التي شهدتها مصر ''ليست ظاهرة جديدة'' في مصر. وقال إن المتظاهرين كانوا ''يحظون بحماية الشرطة''، لكنّه حزن بالخبر الذي سمعه عندما لقي ''أحد الجنود مصرعه بعد تعرضه للضرب على رأسه من جانب المتظاهرين''. وأشار إلى أن المتظاهرين في مصر مثلهم مثل المتظاهرين في أية دولة في العالم. وقال إن هناك قانونا جديدا اسمه قانون مكافحة الإرهاب سيحل محل قانون حالة الطوارئ. وقال أيضا إن الحكومة المصرية تعرف جيدا ما يريده المتظاهرون. غلق بورصة القاهرة والجنيه ينهار عرفت بورصة القاهرة سقوطا تاريخيا جعلها تعلّق نشاطها، أمس، حتى تتمكن من كبحه بسبب الأحداث التي تعيشها مصر منذ ثلاثة أيام. وصل السقوط صباح أمس 2,6 بالمائة ليتجاوز سقف 9 بالمائة في منتصف النهار. وكان أول أمس في حدود 6 بالمائة. في هذه الأثناء نزل الجنيه المصري إلى مستواه الأدنى الذي لم يشهده منذ أكثر من 6 سنوات. كما يشار إلى أن بورصة تونس متوقفة منذ أكثر من أسبوع بسبب الأحداث. وقد اتخذ القرار لحماية أموال الادخار المستثمرة في مجال البناء، تقول الأوساط المالية التونسية. فرنسا تطالب مصر باحترام حرية التعبير دعت فرنسا السلطات المصرية إلى احترام حرية التعبير. وأعربت عن قلقها من الاعتقالات بالمئات التي تمت خلال الأيام الأخيرة، حسب ما صرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فليرو، في لقاء صحفي أمس. وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت 10 صحفيين أول أمس، أطلقت سراحهم أمس، بعد التحقيق معهم. وقال فليرو إن أكثر من تسعة آلاف فرنسي يعيشون بمصر. وكانت فرنسا قد دعت، قبل ذلك، رعاياها لتجنب السفر إلى مصر. كندا تدين العنف في مصر تمنت كندا تطوير الديمقراطية في مصر بصفة ''سلمية وغير عنيفة''، حسب ما أعلنه الوزير الأول الكندي، ستيفن هاربر، أمس، من الرباط. حيث قال إن كندا ''تتابع باهتمام كبير التطورات هناك''. معبرا عن قناعة بلاده في تشجيع ''احترام الديمقراطية وتطويرها، دون اللجوء إلى العنف''. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا قد حذروا السلطات المصرية من قمع المتظاهرين في الشارع. وخلفت المواجهات ستة قتلى والعشرات من الجرحى والمعتقلين. قراصنة ''أنونيمس'' الإلكترونية يهدّدون مصر هدّد ''أنونيمس''، مجموعة من القراصنة الإلكترونية التي شلت معظم المواقع الحكومية التونسية في بداية جانفي، بالشروع في أعمال تخريب إذا قام النظام المصري بغلق بوابات المرور إلى الأنترنت في وجه المتظاهرين. ''نطالب الحكومة المصرية بفتح المرور الحر لتناول أخبار دون مصادرة. وإذا تجاهلتم هذه الرسالة لن نكتفي بغلق مواقع الحكومة، لكن سيعمل أنونيمس على تبليغ الحقيقة لوسائل الإعلام الدولية عن الوضع البشع الذي تفرضونه على شعبكم''. و دعا ''أنونيمس'' مستعملي الأنترنت إلى الالتحاق بموقع ''أوبرشن إجيبت'' لشحن محرك يساعد على جعل اكتظاظ في المواقع الحكومية. يشار إلى أن الحكومة المصرية حجبت ''فيس بوك'' و''تويتر'' لمنع المتظاهرين من التواصل. وكان أحد الشباب التونسيين الذي شارك في الحملة الإلكترونية ضد بن علي عين وزيرا للشباب.