تمكنت الفرقتان الإقليميتان للدرك بكل من بلدية الماء الأبيض والحويجبات بتبسة، المتاخمتين للحدود التونسية صبيحة أمس من توقيف 5 أشخاص تورطوا في تكوين مجموعة إجرامية منظمة تحترف استدراج الناقلين العموميين من عنابة إلى تبسة، حيث يتم الاستيلاء على مركباتهم وقتلهم. حسب مصدر موثوق فإن هذه العصابة المشكلة من 7 أفراد تتراوح أعمارهم بين 24 و29 سنة، كانت تستدرج ضحاياها عن طريق أحد أفرادها الذي ينحدر من تبسة، وظل منذ مدة يتردد على مدينة عنابة، وكان مكلفا بإيهام كل الضحايا بأنه يريد نقل بضاعة من تبسة إلى الماء الأبيض. وبالنظر لتحكمه في اللهجة العنابية نجح في إقناع الضحية الأول مرواني طيار، 23 سنة، صاحب سيارة من نوع ''نيسان'' بعد التفاوض معه حول أجرة نقل ثلاجة من الماء الأبيض إلى عنابة، ومن خلال إصراره على تخفيض الأجرة يقع الضحية في فخ هذا المجرم المحترف. وبتاريخ 23 ديسمبر 2010 اتجه الضحية إلى الماء الأبيض، حيث كان في انتظاره بقية أفراد العصابة الذين اتجهوا به إلى منطقة بين الماء الأبيض والحويجبات، وانهالوا عليه ضربا على مستوى الرأس، وقيّدوه بشريط لاصق ودفنوه في غابة جبل أنوال، واستولوا على السيارة. وبتارخ 9 جانفي 2011 استدرجت العصابة أيضا الضحية الثانية من مدينة برحال، بومعيزة إسماعيل، على متن سيارة نفعية ''طويطا هيليكس''، والذي تعرض للضرب المبرح والدفن في مكان غير بعيد عن دفن الضحية الأولى، وبعد أن أوهمهم بأنه قد توفي سارع إلى الهروب بعد انصرافهم، وبلغ فرقة الدرك بالماء الأبيض، والتي نسقت مع فرقة الحويجبات وألقت القبض على 5 متورطين بينما لاذ 2 منهم بالفرار. وكان صاحب سيارة ''شيفرولي'' قد فر بجلده من الزاوية في تاريخ 3 جانفي .2011 وتم التعرف على هوية الفارين، وتوفرت معلومات عن بيع السيارات الثلاث وتهريبها إلى تونس. وحسبما تبين من التحقيقات، فإن هذه الوقائع كيفت على أساس تشكيل مجموعة إجرامية منظمة تمارس القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وإخفاء جثة، وسرقة أموال الغير، مع إمكانية إحالة الملف على القطب الجزائي بقسنطينة بعد عرضه أمس على وكيل الجمهورية بتبسة.
