على مسافة ساعات فقط من الجريمة البشعة التي شهدتها ورفلة، والتي تمثلت في حادثة تعرض عاملة بالمحكمة للذبح في مكان بعيد خارج المدينة من طرف خطيبها المسبوق قضائيا، استيقظت ورفلة صباح أمس على خبر جريمة أخرى أكثر فظاعة، عنوانها قتل شاب لأبيه المسن بتكسير جمجمته. وقائع هذه الجريمة حدثت في قرية الحدب ببلدية الرويسات بورفلة فجر أمس، عندما تعرض شاب في الثلاثين من العمر إلى والده وهو شيخ في 77 بالضرب بحجر كبير على مستوى الرأس، إلى حد تكسير جمجمته في عدة مواقع، حسب تأكيدات مصدر طبي عاين الجثة. أما عن الخلفيات، فحسبما تسرب من تحريات مصالح الدرك، وما تحدث به شهود من المحيط القريب لموقع الجريمة من الجيران في قرية الحدب، فإن الشاب الجاني كان قبل بضعة أشهر قد خرج من السجن بعد قضائه لعقوبة استمرت عدة سنوات، بسبب تورطه في قضية تعلقت بسرقة عتاد وصفائح الطاقة الشمسية، حيث يكون والده الضحية هو الذي أقنعه وقت التأكد من تورطه في تلك الجريمة بتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية بعد أن كان في حالة فرار. كما ذكرت ذات المصادر أن الجاني كان وإلى غاية الشهر الماضي، يبدو طبيعيا رغم معاناته من أزمات نفسية بسبب الفقر والفراغ، غير أنه لوحظ عليه منذ نحو 20 يوما مزاج متقلب وأعصاب متوترة، يظهر من خلال كثرة التوترات داخل البيت مع الأهل، وتكون هذه الحالة العصبية غير المستقرة والعنيفة قد تعقدت أكثر عشية الجريمة، حيث ذكر شهود من القرية أنه في تلك الأمسية كان قد نقل إلى المستشفى وأعطيت له حقنة مهدئة. غير أنه ومع بزوغ فجر اليوم الموالي، أي يوم أمس، استيقظ الشاب في حالة من الهلع والهستيريا وأخذ يصرخ ويدعو أهله إلى النهوض لصلاة الفجر، وهو التصرف الذي أربك الأسرة، خاصة بعد أن خرج من البيت وهو على تلك الحال، فتبعه والده المسن لمسافة نحو 150 مترا قصد إعادته إلى البيت، إلا أن قدره كان ينتظره على يدي ابنه الذي انهال عليه بضربات قاصمة على مستوى الرأس مستعملا حجرا كبيرا حتى أرداه قتيلا يسبح في دمائه، ليتجه الجاني بعدها نحو المسجد حيث أخذ في الصراخ والشتم قبل أن يغادر هاربا ومضرجا بدماء أبيه، حيث وإلى غاية تحرير هذا الموضوع، أمس، كانت الجهات الأمنية تواصل البحث عنه بمساعدة بعض سكان القرية.