أفاد مصدر مقرب من قطاع الطاقة بأن مجمع سوناطراك سيشرع في برنامج خاص بتثمين ودعم الاحتياطي الغازي، وإرساء مخطط يهدف إلى استغلال عدد من الحقول التي لم تدخل في الإنتاج من قبل على غرار حقل تبنهرت. واجهت سوناطراك عدة مصاعب بالنسبة لاستغلال حقل تينهرت المتواجد بحوض إليزي، مع تقديرات كانت تشير إلى تكلفة عالية لدخول الحقل في الإنتاج منذ 2005، وفشل المناقصات التي شاركت فيها عدة مجموعات دولية وأبدت ترددا في 2007، خاصة بعد التعديلات المتعلقة بقانون المحروقات، مما دفع السلطات العمومية إلى تأجيل استغلال حقل تينهرت بالخصوص، الذي بلغت تقديرات الاحتياطي فيه ما بين 80 إلى 90 مليار متر مكعب من الغاز، وقد كان مشروع تينهرت المندمج يضم مركبا لإنتاج الغاز المسال بقيمة 3 مليار دولار، وقدرة إنتاجية تصل إلى 36 ألف برميل يوميا وأبدت مجموعات مثل روايال دويتش شال وستاتويل النرويجية وبي أش بي بيليتون الأسترالية وساسول الجنوب إفريقية وشوفرون الأمريكية اهتمامها بالمساهمة في استغلال الحقل وإقامة المركب. وتوقع أصحاب المشروع تطوير 17 حقل غازي جديد وتطوير إنتاج ستة آخرين، إلا أن مشروع تينهرت لم يتجسد وتم تعليقه. ومن المرتقب أن تقوم سوناطراك بتكثيف عمليات الاستكشاف خلال السنة الحالية وتطوير عدد من المناطق التي بينت المؤشرات الأولى وجود احتياطات غاز ونفط على غرار المناطق الجنوبية الغربية. وترغب سوناطراك في تحقيق نسبة اكتشافات أعلى من تلك المحققة السنة الماضية والتي ظلت متواضعة مقارنة بالسنوات الماضية، وإن سجلت ارتفاعا، ورغم أن التقديرات الإجمالية لسوناطراك قد أشارت إلى تحقيق 224 اكتشاف جديد للنفط والغاز ما بين 1986 و2010 وارتفاع نسبة عمليات الاستكشاف من 13 بئر في كل 100 ألف كلم مربع إلى 30 بئر في كل 100 ألف مربع، وإن كان هذا المستوى يظل بعيدا عن المعدل الدولي المقدر ب105 إلى 110 بئر في 100 ألف كلم مربع. وقد نجحت سوناطراك في تحقيق عام 2010 ما مقداره 29 اكتشافا جديدا للنفط والغاز، إلا أن الملاحظ أن الجزائر لم تنجح مند أكثر من عشرية من الاكتشافات في تحقيق اكتشاف معتبر يدعم الاحتياطي الحالي المقدر ب12 مليار برميل من النفط و4700 مليار متر مكعب من الغاز. وتواجه الجزائر هاجسا حقيقيا مع المعطيات التي تؤكد التطور السريع للطلب المحلي بنسب تتراوح ما بين 5 إلى 7 بالمائة سنويا، يضاف إليه مشاريع البتروكيمياء التي اعتمدتها سوناطراك، والتي ستساهم في استهلاك أكبر للغاز، ناهيك عن متطلبات زيادة إمدادات الغاز إلى الخارج مع بداية تشغيل أنبوب ميدغاز، مع بداية مارس بقدرة 8 مليار متر مكعب، والانتهاء من أشغال أنبوب الغاز الجزائري-الإيطالي أيضا. هذه الكميات الإضافية من الغاز، حتمت على الجزائر إيجاد تقنيات أكثر تطورا، بدأت في إدخالها المجموعات الدولية مثل أناداركو وبريتيش بتروليوم لتثمين وإطالة عمر استغلال الحقول، ولكن هذه التقنيات تنهك أيضا بسرعة الاحتياطي مع الضغط المتواصل من خلال إعادة ضخ الغاز في الحقول. ويقدر الخبراء أن الاحتياطي النفطي للجزائر يكفي في حدود 25 سنة، وبعدها ستواجه الجزائر هاجس تقليص الصادرات. أما الغاز، فإن الجزائر ستواجه نفس الإشكال في حدود 40 سنة على أقصى تقدير.