''الأخ جان بيار''، هو أحد رجال الدين المسيحيين الناجين من مذبحة رهبان تيبحيرين ربيع عام .1996 يروي في مقابلة صحفية طويلة نشرتها ''لوفيغارو'' الفرنسية أمس، بأن الجماعة الإسلامية المسلحة هي من اختطفت وقتلت رفاقه السبعة. ولكنه يقول إنه يترقب نتائج التحقيق في القضية للتعرف على هوية الجناة وأسباب الجريمة. وسألت الصحيفة الفرنسية رجل الدين جان بيار المقيم بالمغرب منذ المجزرة، إن كان يعتقد بأن خاطفي الرهبان السبعة هم من الجماعة الإسلامية المسلحة أو من الجيش النظامي الجزائري، فكان ردّه: ''لا نعرف ما حصل بالدير (يقصد ظروف اختطاف الرهبان بمكان إقامتهم بمرتفعات المدية). أما ما تعلق ببقية القصة، فإننا نتساءل (عن هوية الخاطفين) مثل كل المهتمين بالقضية. فيما يخص الجيا، فقد قصّ عليّ حارس الدير بأنه سمع أحد الخاطفين يقول لرفيق له: اذهب وأحضر حبلا، سوف يرى ماذا بإمكان الجيا أن تفعل''. ويقول جان بيار أن كلام الإرهابي يعني بأن المعتدين كانوا يخططون لذبح الحارس الذي استطاع أن يهرب في النهاية. وحول سؤال يتناول أسباب اختطاف الرهبان من وجهة نظره، قال رجل الدين الفرنسي: ''لا يظهر لي أي شيء بوضوح. ففي بيانها المذاع على إذاعة البحر الأبيض المتوسط، ذكرت الجيا بأن قرار قتل الإخوة يعود إلى كون سكان المنطقة يعتنقون الدين المسيحي من خلال الاحتكاك بالرهبان الذين كانوا يغادرون ديرهم، فيما لا ينبغي أن يفعلوا ذلك، حسب الخاطفين. وعلى هذا الأساس فهم يستحقون الموت في نظرهم''. ويذكر جان بيار أن هذا السبب، صرّح به الإسلاميون أنفسهم ''ثم فيما بعد تم إعطاء أسباب أخرى أخذت شكل فرضيات''. وقد نجا جان بيار رفقة رجل دين آخر، لأن المعتدين لم يتفطنوا لوجودهما داخل الدير. وأشار المتحدث إلى أنه ينتظر نتائج عمل قاضي التحقيق، مارك تريفديتش المتخصص في قضايا الإرهاب، الذي طلب من وزارة الدفاع الفرنسية العام الماضي، رفع السرية عن الوثائق ذات الصلة بالحادثة، بعد تصريحات أطلقها الملحق العسكري بسفارة فرنسا بالجزائر سابقا، تفيد باحتمال أن يكون الجيش الجزائري قتل الرهبان ''عن طريق الخطأ'' خلال عملية عسكرية استهدفت معاقل الإرهاب في المدية آنذاك. وتسببت تصريحات الملحق العسكري السابق في زيادة التوتر إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية المتأزمة. وقد تناوله الرئيس بوتفليقة بالشجب في أحد خطبه.