الذي يخلفني سيجد مدربا كبيرا وأحسن اللاعبين في البطولة غادرت النادي لأنني أرفض الكذب على اللاعبين ومنحهم صكوكا باسمي تسارعت الأحداث في بيت وفاق سطيف، خلال الساعات القليلة الفارطة، ما جعل الفريق يتجه نحو أزمة حقيقية، بعد استقالة الرئيس سرار رفقة أعضاء من مجلس إدارة شركة النسر الأسود. أما خلفيات هذه الاستقالة والأزمة التي يعيشها الفريق، فيكشفها سرار في هذا الحوار الذي خص به ''الخبر''. أعلنت قبل يومين عن استقالتك، هل لنا أن نعرف الأسباب الحقيقية؟ فعلا، لقد أعلنت عن استقالتي التي ستكون هذه المرة من دون رجعة، وذلك بالنظر إلى الوضع الذي آلت إليه أمور الوفاق، حيث انسدت في وجوهنا كل الأبواب والمنافذ التي كنا ننتظر أن نخرج من خلالها إلى بر الأمان. فالشركة التي قمنا بتأسيسها قبل مدة هي شركة عاطلة، بل ومفلسة، إذ أننا لم نتحصل لحد الساعة ولا على مشروع واحد ولو بسيط يمكن هذه الشركة من تغطية حتى مصاريف عمالها، رغم أن الولاية تعتبر قطبا اقتصاديا كبيرا وتشهد حركة تنموية ضخمة، والمستثمرون بهذه الولاية من الذين يستفيدون من مشاريع بمئات الملايير لم يمنحوا الفريق بعض المساعدات، التي هي في الحقيقية توجه لشباب هذه الولاية الذي يعتبر عماد الاستقرار ونجاح الحركة الاقتصادية والتنموية، وليس لرئيس وفاق سطيف ولا إدارته. وبالتالي، فإن نجاح المؤسسات الاقتصادية والتجارية تساهم فيه وبشكل كبير فرق كرة القدم. ومن جهتنا تقدمنا بمشروع استثماري باسم شركة الوفاق إلى السلطات الولائية، وطلبنا فقط تسوية مشكل انتقال عقد الملكية للأرضية التي يوجد عليها مقر النادي والذي يستغله منذ سنة 84، وذلك بهدف استغلال أرضيته في إقامة هذا المشروع الذي كنا نعلق عليه آمالا كبيرة في الخروج من الأزمة المالية التي تتخبط فيها شركة الوفاق. ورغم أن والي الولاية طلب رسميا ومن كل الجهات المختصة تسهيل المهمة ومنحنا الرخص والوثائق اللازمة، إلا أننا صدمنا بتماطل كبير من هذه المصالح، حيث كانوا يقولون لنا في كل مرة: اصبروا إلى لأسبوع المقبل.. دون جدوى. والآن لم يعد بإمكاني تسيير الفريق وسط كل هذه المشاكل. كنت من الداعين إلى تخلي السلطات الرسمية عن تقديم مساعدات مالية مباشرة لشركات الفرق، ألا تظن بأن ذلك انعكس سلبا على فريقك؟ فعلا، لقد كنت الرئيس الوحيد الذي دعا إلى هذا الأمر لكونه أمرا طبيعيا وواقعيا، مادام أن كل الفرق أنشأت شركات تجارية واقتصادية. لكنني كنت في المقابل من الداعين إلى ضرورة مرافقة السلطة لهذه الشركات حتى تقف على أرجلها ويكون لها رأس مال، وبالتالي تحقيق الاستقلال المالي، خاصة بعد منح الدولة مساحات أرضية لكل فريق محترف تتربع على هكتارين، وكذا مساعدة مالية بقيمة 10 ملايير سنتيم ليس من أجل صرفها على الفريق ولكن لتنفيذ مشاريع محددة، وهو الأمر الذي لم يتحقق بالنسبة لنا. فمن أجل تحقيق المشروع الأول لشركتنا يجب التوجه إلى المجلس الوطني للاستثمار الذي يرأسه الوزير الأول، وأنا لست مسؤولا عن شركة هي ملك لي حتى أمر عبر كل هذه القنوات، في الوقت الذي تمت تسوية بعض الملفات لمستثمرين خواص بسطيف وكانوا يعانون من نفس المشكل الذي نعاني منه. انتقدت كثيرا أصحاب المال والأعمال بسطيف على رفضهم تقديم الإعانات للفريق. في رأيكم ما هي أسباب عزوف هؤلاء عن مساعدة الفريق؟ أولا كل الفرق تشتكي من عزوف المستثمرين عن مساعدتها، وأنا هنا أذكر الجارة مولودية العلمة، فالرئيس صديقي، وأنا أعرف أن العلمة من أغنى الدوائر على مستوى الوطن، غير أن المستثمرين بها لا يساعدون الفريق ماديا كما يجب، وبالتالي فكل الفرق الوطنية تقريبا تعاني من مشكل واحد، وانتقدت المستثمرين بسطيف لأنني لم أطلب المال لشخصي، بل قلت لهم ساعدوا الشباب بهذه المدينة من أجل الاستقرار والتوازن الاجتماعي. وأنا هنا لست مستعدا للدفاع عن أملاك هؤلاء المستثمرين، ففي كل مرة نحن الذين نواجه الشباب الغاضب وامتصاص غضب الشباب عن طريق كرة القدم، وبالتالي يبقى في نظري عزوف هؤلاء المستثمرين عن إعانة الفريق وراءه سببان لا ثالث لهما، الأول إما بسبب وجودي على رأس الفريق، وهم لا يثقون بي، والثاني أنهم يريدون ضرب استقرار الفريق حتى نتركه ونرحل. وأنا أقول الأبواب مفتوحة والأسهم موضوعة للبيع، ومن أراد رئاسة الفريق فما عليه سوى التقدم وسوف لن يراني أبدا لا من قريب ولا من بعيد، لأنني سئمت تقديم صكوكي الشخصية والتي تعدت العشرة ملايير سنتيم كضمان للاعبين. علمنا أن أحد المستثمرين طالبك شخصيا بأمواله عن طريق محضر قضائي؟ للأسف هذه حقيقة، لقد تفاجأت زوجتي حينما كنت غائبا عن البيت بحضور محضر قضائي طلب منها الإمضاء على ورقة تفيد بتبليغي بضرورة دفع قيمة الصك الذي منحته لهذا المقاول في أقرب وقت، وإلا فإن العدالة هي الفاصل بيننا، وهي الظروف التي أصبحت أعيشها ودفعتني للإصرار على الاستقالة. وأنا لست هنا للمساومة، لكن المحيط أصبح غير مهيإ لنا وبالتالي نفضل أن نذهب ويأتي آخر بأمواله للاستثمار في الفريق، وإدخال الفرحة والبسمة على وجوه الشباب. وأنا ضد الذين يحاولون الترويج وسط الشارع الرياضي بأن الوفاق سيضيع إن رحل سرار، ويستطيع أي رجل أعمال أن يسير الفريق في ظل الاحتراف، ومثال اتحاد العاصمة قريب منا، وأنا مستقيل رسميا، لأنني تأكدت بأن هؤلاء الناس لا يريدون مساعدة الفريق وسأتولى تسيير شؤون بيتي وأموري الخاصة وفقط. هل تعتقد أنك صرت غير مرغوب فيك من طرف الأنصار؟ أولا يجب أن نعترف بأن هناك من الأنصار من فرح باستقالتي، فأنا لست ''نيلسون مانديلا ''حتى أكتسب حب كل أنصار الوفاق، وهناك أنصار لا يعرفون غير حب الفريق والحفاظ على مصالحه. أقول إنه يجب عليهم التحلي بالهدوء وأن الفريق سيجد من يسيره ويمكن أن يكون حاله أحسن من الوقت الراهن، لأن الذي سيأخذ الفريق سيجد به لاعبين كبارا ومدربا كفءا. فأنا رغم الأزمة لم أترك الفريق من دون مدرب، كما قمت بانتداب لاعبين كبار خلال مرحلة الميركاتو، ولو كنت أفكر بعقلية أنا ومن بعدي الطوفان لما كلفت نفسي مزيدا من التضحيات، فصدقوني منذ مباراة شبيبة القبائل لم أعد أرى اللاعبين ومتابعة الفريق، فقد كنت مستقيلا في ذهني، كما أنه لم يعد بإمكاني الكذب على اللاعبين والطلب منهم المزيد من الصبر وأنا أرى كل الأبواب موصدة في وجوهنا. في هذه الحالة الفريق أصبح مهددا بالزوال؟ هذا صحيح، لأن القوانين واضحة، فأنا أرتدي قبعتين، الأولى كوني رئيس الفريق الهاوي والثانية كوني رئيس مجلس إدارة الفريق المحترف، وبالتالي فإن استقالتي يوم غد (الحوار أجري أمس) سيكون من منصبي كرئيس مجلس الإدارة ورئيس وفاق سطيف، وبالتالي على الجمعية العامة للفريق أن تنتخب في ظرف قصير جدا رئيسا جديدا سيشغل المنصبين في آن واحد، وبالتالي على ممثلي مديرية الشباب والرياضة، يوم غد، تعيين لجنة قبول ترشيحات مباشرة بعد انسحابي الرسمي، حتى لا يضيع الوقت على الفريق، وتبقى الأمور تسير بشكل عادي إلى حين انتخاب رئيس جديد. لقد سمعت عن الكثير من الأشخاص الذين كانوا ينظرون من بعيد لنجاح النادي، فما عليهم سوى التقرب من الفريق والترشح لتحقيق نظرياتهم على أرض الواقع. كيف ترى مشوار الوفاق في المنافسة الإفريقية؟ اللعب من أجل الحصول على رابطة أبطال إفريقيا يبدو صعب المنال، خاصة أن خصمنا المقبل، فريق وفادوفو، تمكن من الفوز على خصمه خلال الدور الأول بثلاثية نظيفة، وهو ما يؤكد قوته، كما أن مباراة الذهاب ستكون بسطيف والعودة بوافادوفو. انتدابكم لمدرب في وقت يوجد فيه أغلب اللاعبين مع المنتخب الوطني للمحليين بالسودان، ألا ترى بأن ذلك سيؤثر على تحضيرات الفريق خاصة؟ حقيقة لقد قمت بانتداب هذا المدرب الذي أثق في إمكانياته كثيرا وسيقدم الكثير من الأفكار لهذا الفريق، وتواجد 11 لاعبا مع المنتخب الوطني سيؤثر حقيقة على تحضيرات الفريق. ولكن كما قلت، نملك لاعبين كبارا ومدرب كفءا، وبالتالي سنتمكن من تجاوز هذه المرحلة. سمعنا أن رئيس الفريق الذي كان يلعب له البوركينابي طراوري يريد في الحين مستحقات ناديه نظير ورقة تسريح اللاعب؟ هذا صحيح، فأنا مجبر على توفير مبلغ 25 ألف أورو، وهو ثمن تسريح اللاعب المذكور، قبل يوم الثلاثاء، كما أنه يتوجب علي توفير مبلغ 10 آلاف أورو كراتب لأول شهر للمدرب الإيطالي. ورغم تقديمي استقالتي فسوف أحضر هذه الأموال حتى لا يقولوا إنني تهربت من المسؤولية.