منظمة حقوقية قدرت ضحايا الانتفاضة ب6000 قتيل شهدت مدينة ''البريقة'' التي تقع على بعد 750 كلم شرقي طرابلس، أمس، معارك عنيفة استعملت فيها القوات الموالية للقذافي قذائف صاروخية خلفت عددا من القتلى والجرحى، وهي المرة الأولى التي تحاول قوات القذافي استعادة منطقة ''محررة'' في شرق البلاد، في الوقت الذي كشفت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان بباريس عن رقم مهول لقتلى الانتفاضة في لبيا. وقالت إن ستة آلاف قتيل سقطوا، بينهم ثلاثة آلاف في بنغازي وحدها. في التفاصيل، هز انفجار عنيف، أمس، ''البريقة'' وانبعثت سحابة كثيفة من الدخان في سماء المدينة. وقال شهود عيان إنهم رأوا طائرة حربية تحلق في السماء، قبل أن يدوي انفجار قرب الجامعة، خلف أربعة قتلى وعشرة جرحى على الأقل، حسب مصادر متطابقة. وقبل ذلك دارت، منذ الصباح الباكر، اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات موالية للقذافي في مدينة البريقة. وتحدثت قناة ''الجزيرة عن دخول قوة عسكرية مكونة من 500 مدرعة وحاملات جنود، واستمرت المواجهات لساعات وانتهت باسترجاع الثوار سيطرتهم على ''البريقة''. لكن الحكومة الليبية نفت أنها قامت بقصف مدن في الشرق. وفي بنغازي، أحرق مئات المتظاهرين نسخا من ''الكتاب الأخضر'' ولم يشاهد أغلبهم خطاب القذافي الذي ألقاه أمس، بينما يواصل القادة العسكريون مساعيهم لخلق جسم موحد للجيش مدعوم بآلاف المتطوعين. ويتحدث هؤلاء عن خطة للزحف على العاصمة عبر الصحراء بدل سرت التي لا تزال في قبضة القذافي. وفي نالوت، إحدى مدن بلدية الجبل الغربي، جنوب غربي طرابلس، أعلن أهلها الانضمام للثوار. وفي الزاوية يبسط الثوار سيطرتهم على وسط المدينة، في حين تنتشر كتائب القذافي حولها. وقد شهدت بسبب ذلك اشتباكات ليلة أول أمس. أما في مدينة أمسلاتة، الواقعة على بعد مائة كلم شرقي طرابلس، فقد أعلن سكان القبائل انضمامهم للثوار. وفي مصراتة ''المحررة''، قال المتحدث باسم الثورة، عبد الباسط أبو زريق، إن ضباط الجيش الحاليين والمتقاعدين والجنود الحاليين بالمدينة يدبرون أمور حمايتها. وعاودت الطائرات قصف مدينة أجدابيا، ودعا مواطنون ليبيون سكان سرت لمنع كتائب القذافي من استعمال القواعد العسكرية الموجودة في المدينة لقصف أجدابيا. وفي هذه المدينة، كشف فارس زوي، وهو ضابط من الثوار برتبة نقيب، أن أكثر من عشرة آلاف متطوع بالمدينة جاهزون للدفاع عنها، حيث تمت إقامة نقاط تفتيش عند مداخل المدينة لرصد تحركات الموالين للقذافي. وبخصوص حصيلة القتلى والجرحى خلال 16 يوما من الانتفاضة، فاجأت منظمة حقوقية، مقرها باريس، الرأي العام الدولي بكشفها عن سقوط ستة آلاف قتيل. وقال علي زيدان، المتحدث باسم الرابطة الليبية لحقوق الإنسان، أمس، إن ''عدد الضحايا في كافة أنحاء البلاد ستة آلاف قتيل، بينهم ثلاثة آلاف في طرابلس، وألفان في بنغازي وألف في مدن أخرى مثل الزاوية''. وكانت آخر حصيلة للقتلى صدرت في 23 فيفري الماضي، أشارت إلى سقوط 640 قتيل. لكن الحكومة الليبية لم تعترف سوى ب300 قتيل، في الوقت الذي تحدثت طواقم طبية فرنسية عن مقتل ما بين ألف وألفي قتيل، أغلبهم في بنغازي. وفي سياق متصل، اتهم المتحدث باسم الرابطة الليبية لحقوق الإنسان دولة التشاد بلعب دور محوري في دعم نظام القذافي. وقال زيدان للصحفيين: ''عدد المرتزقة في طرابلس ثلاثة آلاف، وهناك ثلاثة آلاف آخرين في ضواحي العاصمة، ويقود جنرالان تشاديان قوات المرتزقة''.